احتضنت أول أمس المكتبة الرئيسية مولاي بلحميسي بمستغانم فعاليات اليوم الدراسي حول «الشعر الملحون ..التراث الحي» بمشاركة نخبة هامة من الدكاترة والأساتذة الجامعيين وكذا الباحثين في التراث الشعبي والشعر الملحون ، حيث أكد المتدخلون أن سيدي لخضر بن خلوف، محمد بن قيطون ، محمد بن مسايب، سعيد المنداسي كلهم صوفيون قبل أن يكونوا شعراء، حيث قضوا حياتهم في دراسة علوم الفقه و الدين ، وتخرج على يدهم عشرات الطلبة وحفظة القرآن الكريم ، كما كتبوا العديد من القصائد الدينية و نقلوا هموم و انشغالات السياسة والثقافة والمجتمع ، كاشفين أنه بعد وفاتهم توارث أحفادهم تلك القصائد ونقلوها من جيل لآخر ، وذلك عبر 6 قرون كاملة أي من القرن ال 15 إلى القرن 20، ما جعل هذه الأخيرة تصبح عرضة لمخاطر التلف و التحريف و الأخطاء المتعمدة وغير المتعمدة، ما أفقدها الكثير من مصداقيتها وقوتها ، مطالبين الشعراء والباحثين بضرورة تدوين هذه القصائد للحفاظ على أصالتها والاعتماد عليها في المجال الأكاديمي . وفي ذات الندوة تناول الباحث في التراث الشعبي والملحون خالد شهلال ياسين ظاهرة التقليد في أداء الأغنية الشعبية وأثره على الشعر الملحون ، حث قال إن التقليد يطيل عمر الأخطاء و يحدّ من الإبداع والابتكار والتجديد، أما الحاج بوفرمة أحمد حفيد الشيخ لخضر بن خلوف وباحث في التراث الشعري الملحون فقد شرح أصالة النص الشعري الملحون وأثار ترجمته ، موضحا أن هناك بعض الباحثين الأوروبيين الذين يسعون إلى ترجمة أشعار بن خلوف لمعرفة حقيقة ما كان يتناوله حول أحداث عصره ، مرجعا تاريخ الترجمة إلى عهد الحضارة البابلية التي تعود إلى 4آلاف سنة ، وكيف أن حامورابي سنّ 4 قوانين في 4 لغات كي يفهمها الجميع، كما ترجم العرب بدورهم نصوص آرسطو وكتب العلوم و الفلك و الطبيعة ، و كانوا خلال العصرين الأموي والعباسي مهتمين بالترجمة إلى درجة أن المترجم كان يجازى وزن كتابه ذهبا ، لذا لا يجب أن يبقى الشعر الملحون حبيس منطقة شمال إفريقيا ، وإنما عليه أن يترجم إلى كل لغات العالم. أما الشاعر الأمازيغي كمال حمادي فراح فقال إن منطقة القبائل عرفت هي الأخرى عددا كبيرا من الشعراء أمثال بشير املاح واسماعيل أزيتيو،الذين ناضلوا لعقود من أجل أن تسترجع هذه المنطقة لغتها ويكتب بها الشعراء قصائدهم ، داعيا إلى ضرورة إدراج الشعر الملحون في البرنامج التربوي حتى يتعلم التلاميذ تاريخهم ويسترجعون هويتهم ، إلى جانب مداخلة الدكتور حمو فرعون الذي تطرق إلى الحقيقة المحمدية في نصوص الشيخ الشاعر سيدي لخضر بن خلوف، ومحاضرات أخرى وقعها كل من الباحث عمار بلخوجة من تيارت، الأستاذ الجامعي خشاب جلال من سوق أهراس، الكاتب عبد القادر بن دعماش ، الملحن والمؤلف زقان. و الأستاذ عمار بوعزيز .