كشف رشيد معامرية مخرج و مؤلف العرض المسرحي الجديد «عودة الحراقة»، من إنتاج المسرح الجهوي لبجاية عبد المالك بوقرموح، التي سيحتضن عرضها الشرفي الخميس المقبل 28 سبتمبر الجاري، أن موضوع المسرحية قد يثير الاستغراب بعض الشيء، لاسيما في أوساط الشباب، في وقت باتت فيه ظاهرة الحرقة و الهجرة إلى الضفة الأخرى، حلما يراود الكثيرين حد الهوس بل و هاجسا حقيقيا لمعظمهم، ذلك أن تناوله لهذه الظاهرة جاء هذه المرة بطريقة عكسية، أو بالأحرى عكس ما تشتهيه قوارب الموت. مسرحية «عودة الحراقة» يقول رشيد معامرية، الذي يجسد فيها أيضا أحد الأدوار، إلى جانب نخبة من الممثلين الشباب على غرار سامي زبيلة و صورية سيمود، تحاكي فصولها الواقع بكل تفاصيله، باعتبار أنها مستلهمة من عمق هذا المجتمع الذي نعيش فيه، ، تتحول قصتها إلى مشاهد درامية، و تكون فيها شواطئ أوروبا مسرحا لأحداث مأساوية، و تراجيديا حقيقية، تعكس إلى حد ما صور الضياع و التيه، الذي يعاني منه الكثير من الشباب الطامح إلى مستقبل أفضل، ظنا منه أنه الحل الأمثل و الطريق الأسهل للوصل إلى بر الأمان، لكن سرعان ما يتحول هذا الحلم إلى كابوس حقيقي، لقد اختار رشيد معامرية محمود و بوهالي ليكونا بطلا قصة هذه المسرحية الجديدة، حيث يلجا كل واحد منهما إلى الادمان على المخدرات، في محاولة للهروب من الواقع المتأزم. ترتسم في مخيلتهما الدمية سوزانا، التي تشرع في مغازلتهما بل و تواعدهما بالزواج، عازفة بذلك على أوتار الحلم الذي يسعيان إلى تحقيقه و الوصول إلى إليه، لكن بمجرد تبخر مفعول البخور الشيطاني، يتبدد و يتلاشى كل شيء، فيصطدم محمود و بوهالي بالحقيقة المرة، و تبدأ بوادر الانكسار و الهزيمة تتوضح، و بتطور الأحداث يدركان و يقتنعان بأن النعمة الحقيقية تركاها وراءهم، وقتها يقرران العودة إلى أرض الوطن، و لو بطريقة غير شرعية، لوضع حد لمغامرة نحو المجهول.