أكد عمر فطموش مدير المسرح الجهوي عبد المالك بوقرموح ببجاية أن المهرجان الدولي للمسرح سيشهد تطورا كبيرا بعد ترسيمه ببجاية، لأن هذه الولاية تستحق احتضان هذه التظاهرة الثقافية، كاشفا في هذا الحوار عن جديد الطبعة الرابعة بتوسيع فضاءات العرض من أربعة إلى أربعين فضاء، وتعهد بأن تكون عدة مفاجآت· المهرجان الدولي للمسرح أسدل ستاره ببجاية، ما تقييمك للطبعة الثالثة؟ أريد أن أقول إن هذه الطبعة حققت نجاحا كبيرا، بالرغم من أن المسرح الجهوي لبجاية لم يكن على علم بنقل هذا المهرجان إلى هذه الولاية، حيث تم إعلامنا بحوالي شهرين فقط من الموعد، وكان التحضير له جرى على مستوى العاصمة، ورغم أن الفترة كانت قصيرة إلا أننا استطعنا أن نقدم يد العون للمنظمين وحقق المهرجان كل الأهداف المسطرة، وحاولنا أن نقوم بشيء مهم، لكن يمكنني أن أقول إن هذه الطبعة ورغم كل ما حققته إلا أن النتائج تبقى قليلة لأنه بإمكاننا أن نصنع نجاحا أكبر بكثير من الذي حققته الطبعة الثالثة· وزيرة الثقافة أعلنت عن ترسيم المهرجان الدولي للمسرح ببجاية نهائيا، ما انطباعكم؟ نحن جد سعداء بهذا القرار ونشكر كثيرا الوزيرة لاختيار ولاية بجاية لاحتضان هذا المهرجان، وهذه الولاية تستحق احتضان هذه التظاهرة المسرحية، وأنا أتعهد بأن نجعل هذا المهرجان أكبر مما يتوقعه الكثيرون، وسيتأكد المشككون من قدرات بجاية في احتضان هذا المهرجان، وأن الطبعة الرابعة القادمة للمهرجان ستعرف مفاجآت كثيرة على جميع المستويات، وسيكون هناك عرضا مسرحيا وفنيا وثقافيا حقيقيا· هل بإمكاننا أن نعرف بعض الخصوصيات للطبعة الرابعة القادمة، وكيفية التحضير لها؟ الكل يعلم أن الطبعة الرابعة من المهرجان الدولي للمسرح مخصصة لعيدي الاستقلال والشباب، حيث سيتم رفع فضاءات العرض المسرحي والنشاطات الثقافية المبرمجة على هامش المهرجان ليصل عددها إلى 40 فضاء، كما سيتم توسيع التظاهرة إلى كل مناطق بجاية ولا يتم الاعتماد فقط على المسرح الجهوي عبد المالك بوقرموح أو دار الثقافة طاوس عمروش· ولاية بجاية تتميز بموقعها السياحي، وتعرف حركة سياحية كبيرة في الصيف، ألا ترون أن فترة تنظيم المهرجان لا تتلاءم مع بجاية؟ صحيح، هذا الأمر ناقشناه مع محافظ المهرجان الدولي للمسرح إبراهيم نوال، وأظن أنه من الضروري تغيير الفترة، ومن غير المعقول أن يتم تنظيم هذا المهرجان في شهر أكتوبر لأن بجاية منطقة سياحية وتعتبر قبلة للملايين من السياح والمصطافين في فصل الصيف، وأرى ضرورة أن يتم تغيير الفترة وتنظيم المهرجان في فترة الصيف لمنح الفرصة لأكبر عدد ممكن من الجمهور للاستمتاع بالفن الرابع ومختلف النشاطات، وأكيد أن تنظيمه في فصل الصيف سيساهم في إنجاح المهرجان ويضفي عليه صبغة مميزة· ولاية بجاية تعاني نقص الهياكل الثقافية والمسرحية، ألا تتخوفون من أن تعرقل إنجاح المهرجان؟ لا، أبدا مشكل الهياكل لا يعرقل المهرجان، لأن المسرح لا يحتاج إلى قاعات تتوفر على أكثر من ألف شخص، وأرى أن أي فضاء يمكن استغلاله لعرض المسرحيات والنشاطات الثقافية الأخرى، وفي وقتنا الحالي لم يبق ذلك الاعتقاد التقليدي في المسرح الذي يرتكز على القاعة المعروفة بالعلبة الإيطالية، فنحن مجبرون على تجاوز هذا الاعتقاد لأن المسرح بحاجة إلى التطور والتنمية وإخراجه من القاعة ومنح الفرصة للجمهور لاكتشاف الفن الرابع، وسيصبح متعلقا به· هل تعتقدون أن ترسيم المهرجان ببجاية سيعيد الحياة لقطاع ثقافي محلي موسوم بالركود؟ بكل صراحة، أرى أن هذا المهرجان سيأتي بإيجابيات كثيرة للثقافة المحلية ببجاية، وسيخلق حركية ثقافية نشيطة وسيضيء المشهد الثقافي ويجعل الولاية منفتحة أكثر على الفنون وسيخلق ديناميكية مسرحية وفنية ذات نوعية وجودة· بعض الأطراف حاولت عرقلة ترسيم المهرجان ببجاية، لماذا برأيك؟ أنا لا أريد أن أدخل في لعبة الأطفال، نحن نتحدث في الميدان وليس في لعب الكواليس لإثارة البلبلة، الحمد لله بجاية أثبتت من خلال الطبعة الثالثة أنها قادرة على احتضان هذا المهرجان، وأقنعت الوزارة وحتى الضيوف الأجانب بقدراتها وإمكانياتها المادية والبشرية، أما هؤلاء الذين رفضوا ترسيم هذا المهرجان ببجاية فهم أعداء الثقافة والمسرح ولا يريدون للمسرح الجزائري أن يتطور، فلقد فشلوا في مخططهم المحتشم، وأقول لهم انتظروا أن نؤكد في الميدان ما لا تتوقعون، ونحن نثق بقدراتنا وإمكانياتنا، وأتعهد مرة أخرى أن بجاية ستجعل المهرجان الدولي للمسرح أكبر مهرجان في العالم العربي، وسيحقق تنمية وتطويرا سريعين للمسرح الجزائري· الطبعة الرابعة للمهرجان مخصصة لعيدي الاستقلال والشباب، فهل بإمكاننا أن نعرف العمل المسرحي الذي يحضره المسرح الجهوي عبد المالك بوقرموح لهذه المناسبة؟ سيكون لدينا عمل مسرحي مهم جدا، وأفضل أن أترك الأمر مفاجأة، وما أريد أن أقوله إن المسرح الجهوي عبد المالك بوقرموح سيخطف الأضواء بعمل مسرحي فريد من نوعه، نعد الجمهور بالمتعة والفرجة· حاوره ببجاية: مجيد خطار ------------------------------------------------------------------------ كواليس الطبعة الثالثة للمهرجان الدولي للمسرح -- الحاضر الأكبر في الطبعة الثالثة للمهرجان الدولي للمسرح هو الشاعر الراحل محمود درويش الذي صنع الحدث، حيث تطرق العديد من الشعراء والمخرجين المسرحيين والكوميديين إليه وتسبب في نزول دموع الكثير منهم· -- شهد اليوم العاشر للطبعة الثالثة للمهرجان الدولي للمسرح حادثة وقعت بالقاعة الكبرى للمسرح الجهوي عبد المالك بوقرموح، حيث سقط أحد الكوميديين من فرقة الكويت من أعلى الخشبة لتحية أحد الكوميديين المصريين، بعد نهاية العرض المسرحي، ولحسن حظه لم يتعرض إلى أية إصابة· -- قام الزميل الصحفي محمد شماني الذي نشط حفل اختتام المهرجان الدولي للمسرح بقطع الكلمة لمحافظ المهرجان إبراهيم نوال، وذلك بطريقة مازحة لإضحاك الجمهور، حيث لم يجد نوال ما يقول إلا ''شكرا على حسن الاستماع والانتباه إلى اللقاء'' بطريقة كوميدية أضحكت الجمهور· -- لم تتمالك بعض النساء اللائي حضرن حفل اختتام المهرجان أنفسهن بعد عرض شريط الفيديو الذي حمل صور المسرحي العراقي محمد قاسم، حيث قالت أرملته إنها أسعد امرأة في الكون بعد تكريم محافظة المهرجان لزوجها، وأضافت ''إني أراه اليوم حيا فهو بجانبي''، حيث بكت بعض النساء· -- صنعت الأسرة الإعلامية المكلفة بتغطية المهرجان الدولي للمسرح ببجاية أجواء بهيجة طيلة أيام المهرجان، من خلال تنقلهم من فندق شريعة إلى المسرح الجهوي وعودته منه، وذلك بسبب الموسيقى والغناء الصاخب والرقص والتصفيق داخل الحافلة، حيث لقيت استحسان الجمهور البجاوي الذي يقابلهم في كل مرة بالتصفيق· -- أصيب أحد الكوميديين المصريين في اليوم الأخير من المهرجان بتذمر وسخط شديدين، بعد قيام الإعلاميين برفض صوت أغنية ''وان تو ثري فيفا لالجيري'' والخروج إلى وسط الطريق للرقص، حيث قال الكوميدي المصري ''إنكم تريدون إثارة غضبنا، وهذا يثبت أن المصريين لازالوا يعيشون كابوس أم درمان''· ------------------------------------------------------------------------ كيف تقيمون الطبعة الثالثة للمهرجان الدولي للمسرح ببجاية؟ ملحة عبد الله : أكاديمية سعودية ''أعتبر الطبعة الثالثة ناجحة بالنظر إلى العروض المسرحية المقدمة وكذا إلى الإقبال الكبير للجمهور منذ اليوم الأول من افتتاح المهرجان إلى يوم الاختتام، كما أن عدد الدول المسرحية المشاركة ساهم أيضا في إنجاح هذه الطبعة· أما التنظيم فكان فريدا من نوعه، والاستقبال كان جيدا من طرف الشعب الجزائري الحبيب الذي يثبت دائما أنه شعب كريم، ولمست ببجاية الحب والتعطش الكبير للجمهور للفن الرابع، وأتمنى أن تكون الطبعة القادمة أنجح من هذه''· عبد الرحمان زيدان : ناقد مسرحي مغربي ''بجاية منحت نجاحا كبيرا للطبعة الثالثة للمهرجان الدولي للمسرح، فقد وفرت كل الشروط الضرورية اللازمة للضيوف والفرق المشاركة، ومن حيث العمل المسرحي أعتقد أن المهرجان نجح إلى أبعد تقدير لأن الفرق المسرحية المشاركة قدمت من مختلف جهات العالم مثل الوطن العربي وآسيا وأوروبا وإفريقيا، كما ساهم تنوع النشاطات المنظمة على هامش المهرجان في إنجاحه، خصوصا الملتقى العلمي الذي تطرق إلى التجارب المسرحية وغيرها من النشاطات الفنية والثقافية المتنوعة· غنام غنام : مسرحي فلسطيني ''من يقول إن الطبعة الثالثة للمهرجان الدولي للمسرح ليست ناجحة فهو يكذب، لأن هذه الطبعة أثبتت مرة أخرى أن الجزائر تساهم وبجد في تنمية وتطوير المسرح، ومنحت عدة فرق أجنبية فرصة المشاركة، وكانت النشاطات متنوعة، كما أن إقبال الجمهور على العروض المسرحية زاد نجاح المهرجان، والحمد لله فقد حققت الكثير من الأهداف من تبادل ثقافي والخبرات في الفن الرابع، واستطاع أيضا الملتقى العلمي أن يخرج بتوصيات جيدة، وأن يخلق جوا من النقاش الحر والمميز بحثا عن سبل تطوير المسرح العربي''· صونيا : فنانة ومخرجة مسرحية ''هذه الطبعة أعتبرها ناجحة إلى حد كبير وحققت الأهداف التي سطرتها محافظة المهرجان والوزارة والمنظمون، فقد خلق حيوية وحركية مسرحية تشجع على العمل أكثر في مجال المسرح لتنميته وتطويره، وأن تنوع النشاطات من مسرح وموسيقى وشعر وورشات تكوينية أعطى صورة مميزة للمهرجان، وأعتبر الجمهور البجاوي بالفريد من نوعه لأن فضل نجاح هذا المهرجان يعود للجمهور الذي توافد بأعداد هائلة على كل العروض المقدمة وكل النشاطات الثقافية المنظمة، وهذه إشارة تبشر بمستقبل المهرجان''·