*فنانو اليوم لا يجتهدون لتطوير هذا الطابع *لا أحب تكرار تجارب الآخرين *أرفض تقليد أي فنان *لن أعيد الأغاني القديمة ولا أحبد »الديو« *قرار عدم الغناء في مهرجان الراي ببلعباس لا رجعة فيه سيحيي الشاب بلال في الخامس أكتوبر الداخل حفلا فنيا كبيرا بقاعة »زينيت« في العاصمة الفرنسية باريس رفقة نخبة من الفنانين الجزائريين لا سيما نجوم أغنية الراي على غرار مامي والزهوانية يأتي هذا الحفل بعد سلسلة من الحفلات التي نشطها بلال في مختلف المهرجانات المنظمة خلال الصائفة الماضية داخل وخارج الوطن منها مهرجان الأغنية الوهرانية ومهرجان الأغنية الحالية بڤالمة وليالي الكازيف بالجزائر العاصمة ومهرجان تيمڤاد بباتنة وأخرى في فرنسا وتونس والمغرب وكلها تظاهرات يحرص بلال على المشاركة فيها ليمتع جمهوره وعشاق أغانيه التي لقيت صدى واسعا في أوساط الشباب بإعتبار أنها إجتماعية محصنة تعالج يومياتهم ومشاكلهم وهمومهم وأمالهم وبالتالي وجدوا فيها متنفسا لهم لا سيما تلك الأغاني التي تضمنها ألبومه الجديد »كاين وكاين« الذي نزل السوق خلال الصائفة الماضية وقد تطرق إليه في هذا الحوار الذي خص به »الجمهورية« كما تحدث أيضا عن واقع الأغنية الرايوية وتجربته المتميزة فيها .. الجمهورية : صدر لك في الآونة الأخيرة ألبوم »كاين وكاين« ماهو الجديد يميز أحدث أغانيك؟ ش. بلال : في الحقيقة لم أصدر أي ألبوم جديد منذ حوالي سنة تقريبا لكن هذه السنة حرصت على أن ينزل ألبوم »كاين كاين« إلى السوق خلال الصيف حتى أمتع الجمهور بأغاني جديدة وفعلا تجاوب الجمهور كثيرا معها خلال كل الحفلات والسهرات الفنية التي أحييتها داخل وخارج الوطن الألبوم يتضمن 11 أغنية تتناول مواضيع مختلفة لكنها على العموم لا تخرج عن المألوف والمتمثل في الطابع الإجتماعي منها أغنية »شابة« و»كاين كاين« التي إخترتها لتكون عنوان الألبوم وكذا »نڤولواسافا« و»زهري راڤد« وغيرها من الأغاني التي تتطرق إلى الواقع وتعالج سلوكات المجتمع لعل هذا ما يميز الأغاني التي قد متها طوال مسيرتي الفنية ولا أزال متمسكا بهذا النوع من الأغاني إلى حد الآن. على ذكر الأغاني الإجتماعية التي تحرص فيها على توظيف اللغة المتداولة بين الشباب ألا ترى بأنها لاذعة نوعا ما وهل ستستمر في إنتقاد المجتمع وسلوكات الناس؟ صحيح معظم الأغاني التي أقدمها تنتقد المجتمع والمحيط الذي نعيش فيه بشكل واضح لأنه في رأي مثقل بالسلوكات والتصرفات المشينة والظواهر السلبية التي إنتشرت وتفشت بين الناس إلى درجة أصبحت تنذر بالقلق كل هذا يثير تأسفي وإشمئزازي وحسرتي على الوضعية التي آل إليها مجتمعنا بل ويدفعني إلى معالجتها بطريقتي من خلال أغاني يمكن أن نقول عنها بأنها توعوية إلى حد ما طالما أنها تنبهنا بعيوبنا نحن للأسف الشديد نسير في طريق يؤدي إلى الحائط فكل شيء يرتكز على التربية ولو في أبسط الأشياء والسلوكيات لاسيما في علاقاتنا فيما بيننا ومع الناس فمن خلال تنقلاتي عبر دول العالم لاحظت مدى إحترام المجتمع الأوروبي للفنان حتى ولو لم يكن معروفا أو مشهورا فهم يحترمون الفنان بغض النظر عن إنتمائه العرقي أو جنسيته وهذا أمر أساسي وبالغ الأهمية أتمنى أن نأخذ به عندنا. كيف ترى واقع أغنية الراي اليوم؟ أغنية الراي اليوم تعاني من حالة ركود تام ولم تحقق أي تقدم من ناحية المستوى لأن من إختارو هذا الطابع الغنائي لا يبذلون أدنى مجهود من أجل تحسين مستواه والرقي به فهم في معظم الأحيان وأغلب الحالات يلجؤون إلى الجاهز ولا يمتلكون أو بالأحرى لا يتمتعون بإرادة عمل حقيقية ولا يجتهدون لتقديم الأحسن والأجمل ولاهم يحزنون ... فأغنية الراي تعيش أسوأ حالاتها وتشهد فوضى عارمة فهذا يقدم أغنية وآخر يعيدها مع إضفاء بعض التغييرات الطفيفة في الكلمات أو اللحن والموسيقى فهذا الجو لا يخدم البثة لا أغنية الراي ولا الفن بشكل عام نحن نعيش اليوم حالة من الإنغلاق ولم نعد نساير ما يحدث خارج حدودنا في مجال الموسيقى والفن كل هذه العوامل أثرت بطريقة أو بأحرى على أغنية الراي وتسببت في تدني وضعف مستواها ولو بقيت على هذه الحالة ستنطفئ يوما ما لا محالة أو كما نقول بالعامية »تروح« ماهي الأسباب التي تقف وراء هذا التدني؟ هناك أسباب كثيرة لعل أهمها هو أن معظم إن لم نقل كل الذين يشتغلون في أغنية الراي ليسوا في مكانهم فاختلط الحابل بالنابل كل في إختصاصه ولا أحد يتقيد بمهامه وينجزها على أكمل وجه سواد تعلق الأمر بالمنتج أو الناشر أو حتى الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة »أوندا« فيما ما يخص المراقبة ولهذا لا تزال القرصنة تضرب بحدة والسرقات منتشرة بشكل رهيب بين المغنيين كل هذه العوامل ساهمت في تكاسل المغني الذي أصبح يتكل على غيره وأضحى همه الوحيد الربح السريع والجري وراء المال حيث وجد ضالته في الكباريهات التي أساءت كثيرا إلى هذا الطابع الغنائي الذي شوه رغم أنه مستوحى من التراث صحيح أن خالد أوصل الراي إلى العالمية لكن هذا لا يكفي على مؤدي هذه الأغنية أن يعملوا ويثابروا ويجتهدوا ويحذوا حذو من سبقوهم لأن يد واحدة لا تصفق.. لمااذا لم تفكر في إعادة أغاني كبار الفنانين على غرار بلاوي الهواري والراحل أحمد وهبي كما فعل خالد؟ لأنني لا أحب أن أكرر تجارب الآخرين صحيح أن خالد حقق نجاحا كبيرا وباهرا على المستوى العالمي من خلال إعادته لأغاني العملاقين الراحل وهبي وبلاوي الهواري أطال المولى في عمره وبالتالي فأنا أرى بأن كل الأغاني القديمة والجميلة أعيدت من قبل فنانين كبار وكانت تجربة ناجحة ومتميزة في مسارهم الفني بإعتبار أنها قدمت بطريقة مغايرة وراقية تتوافق وروح العصر والتطورات الحاصلة في مجال الفن لا سيما من ناحية الموسيقى من خلال توظيف آلات حديثة وعصرية لكنني أعتقد أيضا فيما يخص هذه المسألة أنه لو كان خالد يكتب ويؤلف لنفسه لما خاض أصلا تجربة إعادة الأغاني القديمة مع إحترامي لهذين الهرمين فمهما يكن سيبقيان مدارس فنية قائمة بذاتها لكن إذا تحدثت عن نفسي فسأقول أن إعادة الأغاني القديمة أو أغاني التراث بصفة عامة لن تضيف ولن تغير لي شيئا فأنا أرفض تقليد أي فنان مهما بلغ مستواه وعليه فإن هذه الفكرة غير واردة لدي على الإطلاق أنا إبن هذا العصر وسأغني لجيل هذا العصر. هل يعتبر خالد مثلك الأعلى في الفن؟ أكيد فخالد متربع على عرش أغنية الراي وأي فنان يتمنى ويحلم أن يصل إلى مكانته ويحقق شهرته ويحصد نجاحه ويصنع إسما مثلما فعل هو بالنسبة لي أنا أفتخر بإسمين هما خالد وزين الدين زيدان كونهما مثلا الجزائر أحسن تمثيل على المستوى العالمي الأول في مجال الغناء والثاني في الرياضة فمشاركة خالد في حفل الإفتتاح الرسمي لكأس العالم بجنوب إفريقيا حيث غنى أمام أنظار العالم بأسره وهو يضع العلم الوطني حول رقبته أفرحنا كثيرا فنان جزائري يغني إلى جانب فنانين عالميين في أكبر تظاهرة رياضية في العالم يعد في حد ذاته إنجازا كبيرا وبالتالي فإن الجزائر بحاجة إلى من يمثلها أحسن تمثيل في المحافل الدولية مثل هؤلاء . ماذا عن الأغاني الثنائية أو ما يعرف ب »ديو« ألم تفكر في خوض هذه التجربة مع فنانين جزائريين أو عرب أو حتى أجانب؟ لا أحبد فكرة الأغاني الثنائية أي »الديو« لا أميل إليها أصلا لأنني أرى بأنها تجربة مستهلكة ولن تأتي بالجديد لكن هذا لا يمنع من نجاح الكثير من الديوهات منها خالد مع ديانا حداد ومامي مع ستينغ وسميرة سعيد أنا أحبذ أكثر تقديم الأعمال الجديدة التي لم تقدم أو تعتمد من قبل ولهذا أحرص على بذل جهدا بكيرا أثناء تحضير أي ألبوم جديد سواء من ناحية كتابة الكلمات أو في تلحين الأغاني بإحساس كبير وبلمستي الخاصة مع الحفاظ على الطابع الذي يميزني حتى تعجب الجمهور وتنال رضاه لاسيما الشباب بإعتباره المتلقي الأول لأغنية الراي كما أحرص في كل مرة على أن لا أخيب آمال محبي بلال فهذا يحملني مسؤولية أكبر لتقديم الأجود والأجمل لجمهوري العزيز فرضاه عندي يبقى فوق كل إعتبار. ما سبب إتخاذك قرار عدم الغناء في مهرجان الراي بسيدي بلعباس ؟ قد لا يعلم الجميع أن سيدي بلعباس هي من أحب المدن الجزائرية إلى قلبي بل وتكتسي مكانة خاصة عندي لدي العديد من الأصدقاء والأحبة فيها ممن أعتز بصداقتهم كثيرا فكل هذا كان يجعلني في معظم الأحيان أعطي الأولوية لبلعباس ولجمهورها فيما يخص مواعيدي الفنية حيث كنت أقبل الغناء في أي تظاهرة أتلقى منها دعوة ولن أبالغ إن قلت لك أنني كنت أترك كل المهرجانات والتظاهرات الفنية من أجل الغناء في بلعباس لكن لن أنسى أبدا الموقف الذي تعرضت إليه في الدورة ما قبل الأخيرة لمهرجان الراي حيث عندما صعدت على خشبة المسرح لتنشيط حفل في إطار هذه التظاهرة تفاجأت بالتصفيرات التي أطلقها الجمهور فهذا السلوك المشين والتصرف السيء وغير المتوقع أغضبني كثيرا وأثر في لأنه صدر عن جمهور مدينة كنت أفضلها عن باقي مدن الوطن وهو ما جعلني أتخذ قرار عدم الغناء في هذا المهرجان رغم أنه ليس لدي أي إشكال أو إعتراض لا على التظاهرة ولا على القائمين عليها بل بالعكس أحترم هذا المهرجان وأتمنى له كل النجاح والتألق في المستقبل لأنه المهرجان الوحيد المكرس لأغنية الراي لكن القرار إتخذته ولن أرجع فيه لأن كرامتي فوق كل إعتبار أتمنى أن لا تتكرر مثل هذه التصرفات إزاء الفنانين مستقبلا . ماهي المهرجانات التي يحرص بلال على المشاركة فيها ؟ في الحقيقة كل المهرجانات التي تدعوني للمشاركة هي مهمة بالنسبة لي طالما أنها تمنح الفرصة لأي فنان لكي يلتقي بجمهوره ويقدم جديده الفني من خلال حفلات وسهرات حية سواء داخل الوطن أو خارجه إلا أنني أفضل المهرجانات الوطنية لأنها مفعمة بالحيوية والتفاعل والتجارب والأجواء المتميزة التي يصنعها الجمهور حيث يردد مع الفنان كل الأغاني فهذه الأجواء لا يمكن أن تصادفها في الخارج أي لدي الجمهور الأجنبي الذي يعجب بالموسيقى واللحن ليس إلا وبالتالي فإن المهرجانات الوطنية بغض النظر عن بعدها سواء كان وطني أو دولي لها طعم خاص عندي . من هو منافس بلال في الساحة الفنية ؟ ليس لدي أي منافس وأنا راض بما حققته لحد الآن وأحمد المولى على كل شيء تمكنت من صنع إسم في الساحة الفنية ومن إستحداث طابع خاص بي حققت من خلاله نجاحا كبيرا وكسبت من ورائه محبة الجمهور داخل وخارج الوطن وهذا عندي أهم شيء وأهم حتى من المال والماديات لأنني الفنان الوحيد في أغنية الراي ربما الذي لا يملك فيلا.