أقدم أمس تلميذ يدرس بثانوية سويح الهواري بالمقري على إضرام النار في جسده بعد سكب البنزين عليه وذلك احتجاجا على طرده من فصول الدراسة إثر رسوبه للمرة الأولى في امتحان شهادة البكالوريا. المعني بالأمر هو المدعو (صافا.م) البالغ من العمر 19 سنة، والمتواجد حاليا طريح الفراش بمصلحة طب الحروق بمستشفى الدكتور بن زرجب بوهران وقد بلغت حروقه الدرجة الثانية. وحسب معلومات استقيناها من ذات المصلحة، فإن هذا الشاب قد تجاوز مرحلة الخطر ويعمل الطاقم الطبي على إسعافه من أجل إنقاذ حياته. وقد تجمع أمس عدد كبير من التلاميذ المطرودين من هذه الثانوية رفقة أوليائهم أمام مصلحة طب الحروق من أجل الإطمئنان على وضعه الصحي، وقد وجدنا أمس أولياء هذا التلميذ في حالة ذعر بعدما حاول إبنهم وضع حد لحياته. وقد عاشت الثانوية أمس حالة من الإستنفار، إذ توقفت بها الدراسة احتجاجا على هذا الحادث. وقد بلغ عدد المطرودين 85 تلميذا يعيشون في وضعية مبهمة بسبب عدم استجابة الإدارة لمطالبهم بالعودة. وقد اشتكى هؤلاء التلاميذ من عدم إعادتهم إلى أقسام الدراسة أو توجيههم إلى مؤسسات تربوية أخرى. ومن جهته صرح لنا ناظر الثانوية بأن قرار الطرد لا تتحكم فيه إدارته بل هو قرار صادر من مديرية التربية، إذ أن ثمة نصوص قانونية تحدّد الحد الأقصى لسنّ المتمدرس. وحسب الناظر دائما فإن هناك احتمال منح هؤلاء التلاميذ المطرودين فرصة أخرى من أجل العودة. للعلم فقد حاول هذا الناظر إنقاذ هذا التلميذ من الفعل الذي أقدم عليه فأصيب هو أيضا بحروق من الدرجة الثانية على مستوى ذراعيه. وقد وقع الحادث عندما توجه هذا التلميذ القاطن بحي رأس العين رفقة زملائه المطرودين إلى إدارة المدرسة للإستفسار عن وضعيتهم حيث أمضوا أكثر من 20 يوما على هذه الحالة، ولما كان الرّد سلبيا أخرج هذا الأخير دلو البنزين مهدّدا بحرق نفسه وهذا ما وقع، وأكد لنا التلاميذ المطرودين أنهم في حاجة إلى العودة إلى مقاعد الدراسة للإستفادة من الفرصة الأخيرة لاجتياز البكالوريا.