من بين المسلسلات المشتركة الجزائرية العربية التي تدعم بها رصيد الإنتاج المشترك ما بين الجزائر وباقي الدول العربية نذكر مسلسل »ظل الحكاية« للكاتب العراقي الدكتور حميد صابر والمخرج السوري رشاد كوكش هذا المسلسل الذي يتناول مرحلة معينة من تاريخ العرب ألا وهي فترة الخليفة العباسي هارون الرشيد والتي وصفت بالذهبية لكونها إتسمت بإزدهار العلوم والفنون والأدب هو عبارة عن إنتاج مشترك بين مركز بيروت الدولي للإنتاج و»لينا« فيلم الجزائر بالإضافة إلى المنتج المنفد للعمل في سوريا هي شركة المتوسط للإنتاج والتوزيع الفني وقد كشف المنتج والكوميدي المعروف حكيم دكار بأن »ظل الحكاية« الجزائري السوري حقق نجاحا معتبرا لا سيما بعدما لقي هذا العمل إستحسان الكثيرين بعد عرضه بقناة المنار وسوريا دراما وغيرها من القنوات العراقية وهذا العمل الدرامي الناجح الذي أكد فعلا نجاح تجربة توثيق التعاون بين الجزائر وسوريا في مجال تصوير المسلسلات الهادفة، يجعل من السير الشخصية لرموز تلك المرحلة وصراعاتها السياسية تفاصيل لحكايات فرعية تنمو إلى جانب الحكاية الرئيسية للعمل التي تقاسمها محوران : الأول واقعي يبني على شخصية حقيقية هي إبن المغازي وهو بحسب المخرج كوكش شخصية وجدت في بغداد أشبه بحكواتي الخمسينيات والستينيات في سوريا أما المحور الثاني فهو حكاية حب تغزل تفاصيلها ضمن النسيج الإجتماعي لتلك المرحلة وما يجدر ذكره في هذا المقام هو النضج الذي بلغه الممثلون الجزائريون في مثل هذه الأفلام السينمائية المشتركة بالرغم من بعد المسافة وكذا إعتماد أشقائنا السوريين على اللغة العربية الفصحى وإعتمادنا نحن على اللهجة والدارجة في تواصل الجزائريين فيما بينهم علما أن الفنانة القديرة بهية راشيدي كانت هي الأخرى من بين شخصيات العمل التي جسدت مسلسل »ظل الحكاية« وقد إشتكى بالمناسبة حكيم دكار من عدم وجود ممولين لمشروعيه الدراميين الجديدين الذي ينوي إنجازهما وهو الأمر الذي بات يدفع العديد من فنانينا إلى الإستعانة بالسينما المشتركة لتغطية هذا العجز والمشاكل التي تحول دون إنجاز أعمالهم السينمائية وقد قدم هذا المسلسل بانورما لشخصيات شكلت فسيفساء الإزدهار في تلك المرحلة التاريخية، حيث يروي حكايات شخصيات مثل أبو نواس وأبو العثاهية والأصمعي وإسحاق الموصلي وزرياب وآخرين هذا المسلسل الذي سيبث على مدى 30 حلقة في شهر رمضان المقبل جسده عدة شخصيات أخرى من دول عربية أخرى على غرار لبنان والعراق وقد صور في عدة أماكن أخرى منها سوق بغداد ومجلس الخليفة وغيرها بالإضافة إلى صالون أدبي يجتمع فيه الشعراء والأدباء لتبادل الشعر وسواه وقد تمنى حكيم دكار في أحد حواراته أن يكون التواجد الجزائري أكثر في هذا المسلسل إلى جانب الممثلة الجزائرية بهية راشدي وهذا لتعلم أسرار العمل الدرامي الحقيقي ونفى وجود صعوبة لفنانينا في القيام بأدوارهم باللغة العربية ، حيث قال بأن الجزائر قادرة بالمقارنة مع بلدان عربية أخرى و»أننا فرضنا أنفسنا بالرغم من مشكل اللهجة الذي يتحجج به في كل مرة المسؤولون في بلادنا«.