أكد المشاركون في الملتقى الدولي حول الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي أول أمس بتلمسان على ضرورة نشر كل مخطوطات ورسائل وفتاوى هذه الشخصية الدينية والعلمية حتى يتسنى استغلالها بشكل أفضل من طرف الجامعيين والباحثين خلال اليوم الأخير من عمر هذا الملتقى الدولي. وتكتسي مخطوطات الشيخ المغليي المقدر عددها ب 73 مخطوط حسب أحد المختصين والأستاذ الجامعي الجزائري مقدم مبروك أهمية قصوى بإعتبار أنها تعالج مواضيع مختلفة تتعلق بالفقه والدين والسياسة مما جعلت هذا العلامة ذو مرجعية كبيرة في هذا المجال. وقد تطرق المشاركون في اليوم الثاني والأخير من هذا اللقاء المنظم من طرف وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في إطار تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011" إلى بعض جوانب مسيرة وفكر الشيخ المغيلي (1425-1504) على غرار تلك المتعلقة بمفهوم الدولة ومؤسساتها. وفي هذا السياق سرد المحاضر قاسم جاخاني من السينغال التوجيهات التي قدمها المغيلي إلى العديد من السلاطين والأمراء في عهده بغرض الحكم الراشد للشؤون العمومية عن طريق عدالة قوية والمساواة بين جميع الشرائح الاجتماعية وبالإستنباط من الدين الإسلامي الذي يبقى "عاملا حاسما لكي يكون سلطان أو أمير في المستوى". وأشار الأستاذ عبد الغني عقوريدي عبد الحميد من نيجيريا في محاضرته إلى العديد من الكتب لمؤلفين نيجيريين تتناول الشيخ المغيلي الذي ترك بصماته بهذه المنطقة فضلا عن تأثيره في نشر الطريقة القادرية في هذا البلد الإفريقي. كما تطرق المتدخلون إلى المواقف السياسية للمغيلي في مجال أمن الدولة التي تعتمد حسبه على تعبئة جميع الوسائل المتاحة للتعامل مع الأعداء. وأشار أحد المحاضرين في هذا الصدد الى أنه بمجرد وصول الشيخ إلى منطقة توات قام ببناء مسجد وزاوية ثم ورشة لصنع الأسلحة والذخيرة مما يعكس رؤيته الإستراتيجية البعيدة. ومن جهة ثانية أبرز متدخلون آخرون مواقفه ونضاله ضد تدهور الحياة الاجتماعية والاقتصادية في منطقة توات. وللتذكير كان وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد أبو عبدالله غلام الله قد أشرف على افتتاح هذا الملتقى الدولي حول الشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي كما تم خلاله توزيع الجوائز على الفائزين فى المسابقة الدولية حول التراث الإسلامي. وقد عادت الجائزة الأولى بقيمة 1 مليون دج إلى الباحث عبد القادر باجي من جامعة الجزائر والثانية (800 ألف دج) إلى خير الدين شطرة من نفس الجامعة فيما كانت الجائزة الثالثة (500 ألف دج) من نصيب الباحث جلول بلحاج من جامعة وهران. أما الجوائز الثلاثة التشجيعية فقد عادت إلى كل من عبد الرحمان حمادو من جامعة الجزائر وأحمد الحمدي من جامعة وهران وزهير صالح نتو من المملكة العربية السعودية.