في إطار الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، تنظم وزارة الشؤون الدينية والأوقاف في الرابع فيفري الجاري وعلى امتداد 3 أيام، الملتقى الدولي ''فقه السياسة والحوار الديني'' بحضور باحثين من خارج الوطن، خاصة من دول الساحل الإفريقي، كما سيتم بالمناسبة الإعلان عن الفائزين في الجائزة الدولية لإحياء التراث الإسلامي وتوزيع الجوائز. يتناول الملتقى الذي سيحتضن أشغاله المسجد الكبير بتلمسان، دور الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي وعلماء الجزائر في نشر الإسلام بإفريقيا، مستعرضا قيم الحوار والتسامح وإمكانية استثمارها. ويقدم بعض الباحثين محاضرات حول خلاف ابن زكري التلمساني والعصنوني مع المغيلي في قضايا اجتهادية فقهية ومنها مسألة اليهود. الملتقى يركز على الدور الجزائري (المغرب الأوسط) في الساحل الإفريقي من حيث نشر قيم الإسلام والتسامح ومسألة خلاف المغيلي مع يهود توات الشهيرة والتي لها مبرراتها وأسبابها التاريخية والسياسية، وبالتالي تحتاج الى قراءة جديدة موضوعية لا تكون بالضرورة انتصارا للمغيلي أو لمنافسيه من العلماء الذين خالفوه. ملتقى ''فقه السياسة والحوار الديني''، الذي يندرج في إطار تظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، يتضمن برنامجا مكثفا تجسده الكثير من المحاور العلمية بدايتها ''مداخل إلى تراث المغيلي'' والتي يندرج تحتها ''المدخل التاريخي'' مع ''المغيلي وفجر التغيرات في القرن التاسع الهجري'' للدكتور محمد الأمين بلغيث من جامعة الجزائر، هناك ايضا المدخل الصوفي ''في تصوف المغلي'' للدكتور بن بريكة من الجزائر، و''المدخل الفقهي'' في ''موقف ابن زكري من فتوى المغيلي حول اليهود'' لمحند أويدير مشنان. المحور الأول من الملتقى بعنوان ''الإمام عبد الكريم المغيلي: عصره وحياته'' وتندرج ضمنه العديد من المحاضرات منها ''المغيلي من خلال كتاب البستان لابن مريم'' و''الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي حياته وآدابه''، كما يقدم محمد ناصر داود صالح من النيجر مداخلة عن ''تواصل علماء تلمسان مع الحواضر العلمية في ذاكرة المغيلي''، ويتناول زهير بن صالح نتو من السعودية ''آثار وشخصية الإمام محمد بن عبد الكريم المغيلي''. المحور الثاني في الملتقى خاص ب''التصوف عند الإمام المغيلي'' وفيه عدة محاضرات منها ''دور المغيلي في نشر التصوف في السودان الغربي'' و''الشيخ المغيلي الرحلة الربانية في نشر الطريقة القادرية بين تلمسان والسودان''. أما المحور الثالث فتناول ''التراث العلمي والفكري للإمام المغيلي''، ومن خلاله عدة مواضيع منها ''تراث المغيلي ومنهجه''، و''منهج المغيلي في الفقه والفتوى'' و''المغيلي في الكتابات النيجيرية'' و''قراءة في نقد المغيلي للمعتزلة''. وأفرد المحور الرابع ل''الفكر الإصلاحي الإفريقي« ويتم فيه تناول ''المغيلي الداعية والمصلح الديني والسياسي ببلاد السودان الغربي''.. أسئلة الأزكيا وأجوبة المغيلي نموذجا''، و''النشاط الإصلاحي للمغيلي بإقليم توات والسودان الغربي''، وكذا ''الدور الإصلاحي للمغيلي بصحراء الجزائر''. اليوم الثالث من الأشغال يتناول ''فقه السياسة والحوار عند المغيلي''، وذلك بالتطرق الى ''المشروع السياسي عند المغيلي.. دراسة تحليلية'' و''مفهوم الدولة ومؤسساتها ورعاياها في الفكر السياسي عند المغيلي''، و''التنظيم الإداري في فكر المغيلي'' و''نظام الحسبة عند المغيلي''. ويخصص المحور الأخير في الملتقى ل''البعد السياسي المقاصدي في أجوبة المغيلي عن أسئلة بعض سلاطين السودان الغربي''، ويتناول فيه المشاركون ''مواقف العلامة الإمام السياسية وعلاقتها بأمن الأمة من خلال رسائله إلى أمير كانو بنيجيريا'' و''قراءة في رسالة المغيلي إلى سلطان كانو محمد رمغا تاج الدين فيما يجب على الملوك والسلاطين''. للإشارة، فقد بقي في برنامج وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الخاص بتظاهرة ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''، ملتقى دولي آخر ينطلق في بداية شهر مارس خاص ب''الإسلام في مجابهة العنف''، إضافة الى بعض الندوات الوطنية منها ''علماء وادي سوف'' وعلاقتهم بالحواضر العلمية في الجزائر منها تلمسان والتي ستنظم في 20 فيفري الجاري.