بجولة متأنية لجريدة الجمهورية للكثير من نوادي ومقاهي الانترنت مطلع العام الجديد الذي يعتبره أغلب شباب تندوف عام المعرفة والتحصيل العلمي لعدة أسباب منها وشك الانتهاء من عدة مرافق وهياكل ثقافية عبر تراب الولاية خلال السنة الجارية ، والأمل في تحسين وتيرة تدفق الانترنت لتسهيل عمليات الإبحار والبحث عن كل ماهو مرغوب فيه رغم ما في الكثير من مواقع الانترنت من أثار سلبية ، نحاول ضمن هذا الاستطلاع التعرف على الطرق الوقائية للحد من سيطرتها على عقول أبنائنا ، كما ستكون لنا وقفة ضمن هذه الجولة مع وضعية شبكة الانترنت على مستوى المؤسسات التربوية ومدى استخداماته والتحكم في توجيه المتمدرسين صوب ما هو نافع وغير ضار. وسنحاول ضمن هذا الاستطلاع الوقوف عند واقع مقاهي وفضاءات الانترنت ، ومدى استغلالها من طرف السكان ورأيهم في هذه الخدمة ، مبرزين أفاق تطويرها لما يخدم فكر ومستقبل الأجيال . على الرغم من بعد تندوف عن الحواضر والولايات ، حيث أن أقرب نقطة لها هي ولاية بشار بنحو 800 كلم على الطريق الوطني رغم 50 فإنها مربوطة بشبكة من الخطوط السلكية واللاسلكية التي سهلت عمليات الاتصال والتواصل ، وهذا بدوره يفعل وتيرة الاتصال فضلا عن الطريق الوطني المعبد الرابط بينها وبين ولاية بشار والذي يشكل الشريان الوحيد للحياة بهذه البقعة التاريخية من الجزائر. حكاية أهل تندوف مع عالم الانترنت بدأ ت الخدمة الفعلية للأنترنت بتندوف عام 2002 ، حيث قدر عدد المشتركين 2372 خلال سنة 2011 منهم 2296 مشترك ببلدية تندوف و76 ببلدية أم العسل ، فيما بلغ عدد الأكشاك المتعددة الخدمات 418 منها 388 ببلدية تندوف و30 ببلدية أم العسل . أما نسب تغطية الهاتف النقال فقد عرفت هي الأخرى تطور محسوس حيث بلغت نسبة تغطية خدمة موبيليس نحو 98.50 بالمائة وجيزي 97.64 بالمائة والوطنية 93.76 بالمائة . وتتوزع فضاءات الانترنت بالولاية على القطاعين العام والخاص ، فالأول ممثلا في المؤسسات العمومية التي تقوم بتوفير الخدمة المعلوماتية للشباب ، ومن أبرزها محليا ديوان مؤسسات الشباب أوديج الذي يمثل رافد مهم للفئات الشبانية للنهل من المعرفة والبحث عن مصادرها عن طريق فضاء الانترنت المتواجد بالمؤسسة ، وصرح لنا مصدر من ديوان مؤسسات الشباب إلى أن الديوان لوحده يتوفر على 17 جهاز للإعلام الآلي وقد بلغ عدد رواد فضاء الانترنت خلال سنة 2011 نحو 4588 لفئات تتراوح أعمارهم بين 14 و24 سنة ، بالإضافة إلى تواجد شبكة الانترنت على مستوى 08 مؤسسات شبانية عاملة ، إلى جانب مؤسسات أخرى في طور الانجاز ، مع الإشارة إلى أن كل مؤسسة تحوز 10 أجهزة وطقم من التقنيين في الإعلام الآلي والمشرفين على إدارة تلك الفضاءات. وبخصوص السعر المطبق فهو محدد ب : 15 دج للساعة الواحدة ، ومن حيث الآفاق المحددة لترقية أداء تلك الفضاءات صرح رئيس مصلحة التنشيط والاتصال والحياة الجمعوية بديوان مؤسسات الشباب الى أن هناك اتفاقية مبرمة بين قطاعي الشباب والرياضة والبريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال تخص رفع نسبة التدفق والسرعة إلى 02 ميغا على مستوى مؤسسات الشباب الناشطة على أن تعمم الخدمة لتشمل جميع مؤسسات القطاع الشبابي بالولاية . الانترنت في أحضان الأطفال : وحول موضوع متصل باستغلال الشبكة العنكبوتية لاسيما من طرف الاطفال فان هناك مراقبة مستمرة من طرف المؤطرين يقول المتحدث ، ويتوافد يوميا على تلك النوادي ما بين 20 الى 30 زبونا ، كما تسع تلك الفضاءات المجهزة بنحو 09 أجهزة الى 14 جهازا الى أعداد كبيرة من المترددين الذين يشرف عليهم مربين مختصين بمثابة العين المراقبة للمداخل وأماكن الابحار ،ة حاولت الجمهورية الدخول لفضاء الانترنت بالمركب الجواري موساني كان بمثابة خلية النحل لكثرة الاطفال والشباب ، كان ذلك قبل أجراء الامتحانات . سألنا أحدهم عما ذا تبحث ، أجابنا أبحث عن معلومات حول الامتحانات القادمة ، وصرح أخر أبحث عن مواقع ترفيهية وألعاب الاكشن ، هزنا الفضول لمساءلته ألا تدرس ، أجابنا بالنفي ، أنا غادرت المدرسة السنة الماضية ، أشتغل بمحل تصليح العجلات ، أتي الى هنا للترفيه ونسيان مشاق ومتاعب العمل ، وفي إحدى الأجهزة يقبع شاب تجاوز الثلاثين حاولنا التقرب منه ، سألناه عن الانترنت وفوائدها ، أجابنا بنبرة المثقف ، بعم انها نعمة ان أحسنا استغلالها ونقمة ان أساءنا استعمالها ، أنا طالب جامعة التكوين المتواصل بصدد تحضير مذكرة التخرج ، أحاول البحث عن بعض المعلومات / نظرا لقلة المراجع والكتب . أصناف وفئات متعددة جاءت لفضاء الانترنت كل منها يبحث عن معلومة ، ومن هنا وصلنا الى قناعة أن السواد الاعظم من مترددي الانترنت في هده الفترة بالذات الفترة الدراسية إنما من أجل البحث عن المعلومات وإعداد البحوث لاسيما الطلبة المقبلين على الشهادات وطلبة جامعة التكوين المتواصل الراغبين في استكمال مذكراتهم . وحتى شباب بلدية أم العسل التي تبعد عن مقر الولاية ب: 170 كلم دخل هو الاخر في هذا العالم وأصبح يبحر كلما أوتيت له فرصة الالتحاق بدار الشباب أو المركز الثقافي الذي يقدمان خدمة الانترنت لشباب القرية ، في حين يبقى شباب قرى نائية أخرى بعيدين عن خدمة الانترنت كقرية حاسي خبي وحاسي مونير ، وغار جبيلات وحتى عن الهاتف النقال غير أن هناك بوادر في الافق لتغطية منطقة غار جبيلات وحاسي مونير بشبكتي الهاتف النقال موبيليس وجيزي ، وتشجيع الاستثمار لفتح فضاءات الانترنت بالولاية ، وهذا الامر يقودنا الى محلات خاصة ظهرت مع انبعاث خدمة الانترنت ممثلة في نوادي للأنترنت والمعلوماتية حيث يقدر عددها على مستوى الولاية ب: 06 مقهى انترنت