رأى الإعلامي و الناقد المسرحي كمال بن ديمراد أن المسرح ينبني على ثلاثة اسس كفن أولا ثم سلاح ردعي يترجم الرسالة القائمة على النص المعالج من خلال تقنية علمية ينبغي الإعتماد عليها في القضية المطروحة كيف ما كان إتجاهها إجتماعي أو تاريخي أوثقافي أوفي مواضيع أخرى مختلفة و قال الأستاذ بن ديمراد صحفي سابق بوكالة الأنباء الجزائرية بباريس الذي عاد إلى دياره بتلمسان أن نجاح المسرحية قائم على متابعة الجمهور الذواق والهاوي لهذا الفن سيما و أن الفن الرابع في الوقت الراهن متفتح جدا على الواقع الفردي الذي ينكب على الأحداث الإجتماعية في طرفين يسردان و يترجمان القضية الشخصوية لأن المسرح في حد ذاته مفاجأة مقترنة بالأسس الثلاثة المذكورة أعلاه فهذا الإعتراف له جاء في الورشة التكوينية للنقد المسرحي الإعلامي الذي نظمت بقصر الثقافة لفائدة الصحفيين موضحا في السياق المتشابه أن مسرح الستينيات كان مسرح جماهري ملتزم في التضامن و لعب دور فعال في الثورة و الإيخاء بين الشعوب والطبقات الإجتماعية في الجزائر مضيفا أن الناقد المسرحي يحتاج لأن يكون مخرج مع إضافة سنتين من التكوين في الأصل مثلما يحدث في الإتحاد السوفياتي اين تظهر إحترافية في تعامل مع النص المسرحي الذي يتفق في نجاحها الجمهور و النقد عندنا كما أشار في ذلك بن ديمراد لايزال في الطريق و يقوى بقوة المسرح وبحب الجمهور له الذي ينقص فيه الكثير أما الأهمية البالغة فتعطى حاليا للنقد السياسي و الرياضي خاصة منها كرة القدم التيعادت لها حصة الأسد في النقد البناء بغض النظر عن النقد المسرحي الذي كان يتطوع فيه البعض في الكتابة عن المسرح بالجرائد العمومية بمختلف عناوينها وربط هذ بما توصل إليه أحسن المراسلين الصحفيين لوكالة الأنباء الجزائرية الذين نجحوا في مسارهم النقدي بفعل تخرجهم من القسم الثقافي و منهم المتواجدين بواشنطن ولندن وحققوا خط النقد المسرحي لأنهم يعرفون أحاسيس الفنانين و يعي الواحد فيهم أن الخبرة كفيلة أمام هذا الحكم بحصول الإعلامي على البرهان لإستفاءه كنقد ناجح مطابق للنص المسرحي و لتجسيد المرامي النقدية الذي يحتاج للمدى الطويل الممتد ما بين الخمسة عشرة للعشرين عاما حسب هذا الإعلامي الكبير الذي قال بإستطاعته تعليم تقنيات و تجربة النقد لكن من غير الممكن تعليم كيفية بناء المقال الصحفي و أعطى دليلا على الناقد الفرنسي »باولوديبش« نقد 150 مسرحية بباريس بعد متابعته يوميا للعروض المسرحية ولا يرى مثله في هذا الميدان . وفي المسارح النسوية أردف كمال بن ديمراد أنه وظف ما يفوق الأربعين 40 وثيقة عمل في عدة نشاطات كان يدعى إليها للمشاركة مذكرا أن أهم العروض المسرحية التي نجحت و إعتلت العلين في الخشبة تنتمي لنصوص كبار الكتاب مثل محمد ديب الذي كتبعن المسرح النسوي منها »ألف تحية لعرفية« و هي إمرأة تقلدت مسؤولية المجاهدين ككاتبة لهم و قد ادخلها الأستاذ بن قطاف بطريقة آخرى في مسرحية الشهداء يعودون هذا الأسبوع كما ولج كاتب ياسين في المسرح النسوي بعرض شيق عنوانه »صوت النساء« و هي إمرأة حاربت السلاطين بحنكتها ولعبت فيها طالبات ثانوية مليحة حميدو في سنة 1971 ولرشيد بوجدرة الحظ كذلك في ذات النطاق . وأعطى الإعلامي بن ديمراد بعض الإنطباعات لمخرجين جزائريين وجدت فيهم تلك العبقرية و ذكر بعض الأسماء أمثال علال المحب الذي يعتبر شكسبير من الممثلين العظماء في حين وجد محي الدين بشطارزي في محمد ديب ذاك الروائي و الشاعر و المتحكم و عبد القادر علولة أمد أحسن نظرة عن المسرح بقوله أن الفن الرابع لا يتقدم إلابتقدم النقد و إلا سيفشل كلاهما في غياب نفس العامل. وللإشارة فإن رواد مسرحنا الجزائري لم يعتمدو أساس على مصدرا سوى ما كان معروفامن تمثيليات بسيطة تؤدى في المناسبات الدينية كالمولد النبوي الشريف و عاشورء حيث تم إستغلال في فترة الستينيات مواضيع هذه التثيليات الفكاهية في كتابة نصوصهم القصيرة ليلعبوها ثانية كعنصر من عناصر السهرات الفنية التي نظمتها جمعية المطربية كمثال حي فقط و غيرها من العروض التي جرت على هذه الشاكلة و هذا ما أدحض الإدعاء الذي أبداه بعض النقاد الأوروبيين في تلك الفترة من الإستعمار من أن المسرح لجزائري ماهو إلا تقليد للمسرح الأوروبي مما لا يبشر بمستقبل زاهر لكن تخطى البداءة و إستطاع الصمود و تقدم وسط جمهور ليست له تقاليد و لاتاريخ في ميدان المسرح من خلال الإبتكار و العفوية رغم أنه أمر كان لا يتأتى لكثير من المؤلفين و كان ظهور الفكاهي المغامر رشيد قسنطيني في الوهلة الأولى من عمر المسرح الجزائري عن طريق الموهبة الفذة التي تبثت فن الخشبة و أرصت قواعده كونه بمثابة المنقد للمسرح الذي لو كتب له العيش لظهركناقد مسرحي كبير في أوروبا و أمريكا و مع هذا كانت كينونته المسرحية من الدعائم التي أوقفت أبو الفنون على رجليه و ثبت فرجته و حبب الجمهور فيه و سمح له قطع شوطا واسعا و أنقذه من الإضمحلال و الموت .