تتواصل لليوم الثاني بقاعة الموقار، فعاليات الملتقى العلمي حول ''النقد المسرحي المعاصر، الإشكاليات والممارسات والتحديات''، والتي ستختتم غدا بمشاركة نقاد مسرحيين جزائريين وعرب. وقدم صحفيون مختصون في النقد المسرحي في افتتاح الملتقى العلمي الذي ينظم على هامش الطبعة السادسة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف، شهادات عن عملهم في النقد الصحفي الخاص بالفن الرابع وأجمعوا على أهمية أن يتسلّح هذا الصحفي المتخصص بأدوات المسرح وأن يكون على دراية كاملة بحيثيات الفن الرابع. وتحدث النقاد أيضا عن مساحة الموضوعية في مسألة النقد الصحفي فقالوا إنها غير موجودة بحكم أن الناقد إنسان يمتلك نظرة ذاتية قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة ولكنها في كل الأحوال خاصة به، إلا أنهم أكدوا في السياق ذاته على أهمية أن يكون هذا الناقد قريبا من المشهد المسرحي وأن لا يقتصر حضوره فقط على العروض المسرحية بل عليه أن يتابع العمل من كتابته إلى تقديمه على الخشبة. وعن أنواع النقد الصحفي المتعلق بالمسرح، قال الناقد كمال بن ديمراد إن هناك نقدا إعلاميا سطحيا يقتصر على تقديم المعلومات حول العرض، أما النوع الثاني فهو الذي يتعلق بمزاج الصحفي أي أن هذا الأخير يتحدث في مقاله عن نفسه أكثر من تناوله للعمل في حد ذاته في حين يهتم النقد الفكري بالتعمق في كل جوانب العمل المسرحي. أما الناقد جروة علاوة وهبي فقد قسّم النقد إلى قسمين، الأول أكاديمي ويهتم فقط بالنصوص المكتوبة ونجده في المكتبات والجامعات، أما الثاني فهو تطبيقي وهو الذي يرافق العرض المسرحي من بدايته إلى نهايته ويتحلى الناقد فيه بالمعرفة التامة بفنون العرض المسرحي. من جهته تحدث الناقد بوزيان بن عاشور، عن تجربته في النقد الصحفي في صحيفتي ''الجيري اكتياليتي'' و''الوطن''، فقال إن عمل الصحفي في النقد ليس سهلا بحكم أنه مرتبط بالعديد من العوامل مثل درجة اهتمام مدير الجريدة التي يعمل فيها بالثقافة من عدمه، وكذا الوقت المحدد والقصير لكتابة المقال، بالإضافة إلى التهرب من الاصطدامات التي قد تحدث بين مسؤولي الجريدة ومؤسسي العمل المسرحي المنتقد. بالمقابل، أشار بن عاشور إلى أن أكثر من كتب عن المسرح هم الصحفيون وليس الأكاديميون، أما الناقد نجيب اسطمبولي، فقد أكد على ضرورة أن يقدم الناقد الصحفي الدلائل والحجج التي تدعم مقاله النقدي وتضفي عليه المصداقية. للإشارة، تم في يوم الافتتاح التطرق أيضا إلى علاقة النقد والتنظير في المسرح العربي، وفي هذا الصدد، تناول الأستاذ عز الدين جلاوجي من جامعة سطيف مسار النقد المسرحي في الجزائر فقال إنه انطلق انطلاقة عرجاء بسبب اهتمام النقاد بمضامين النصوص المسرحية وهذا بعيدا عن الخشبة، داعيا في السياق ذاته إلى تأسيس مجلة خاصة بالنقد المسرحي وكذا تدريس الفن الرابع في المؤسسات التعليمية. أما الناقد السوري أنور محمد فقال إن أغلب ما يكتب عن العروض، هي تقارير انطباعية بعيدة كل البعد عن الجدل الجمالي وفارغة من كل نظرية نقدية بل تتضمن ما أسماه ''بالشللية النقدية''.