لقد ظل العرب يهتفون لفلسطين رافعين الشعارات من اجل نصرة شعبها الصامد المكافح وتحريرها من الاحتلال الإسرائيلي منذ نكبة 1948وخاضوا الحروب وعقدوا القمم وأصدروا البيانات ولما جاء وقت الجد تفرقوا ولاذوا بالصمت المريب ولم يتوقفوا عند هذا الحد بل شاركوا في حصار غزة وضرب المقاومة وضغطوا على السلطة الفلسطينية لتتنازل للصهاينة عن القدس والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والتفريط في حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ارضهم وديارهم فيما يعرف بصفقة القرن التي تبدو الإدارة الامريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب عازمة على تنفيذها مستغلة الوضع العربي المتردي وهرولة بعض الأنظمة العربية نحو إسرائيل للتحالف معها ضد ايران لقد تعددت الامريكية حول فلسطينوالقدس والتي تصب في صالح إسرائيل بطبيعة الحال فقد صرح ترامب ان مكان الدولة الفلسطينية في سيناء المصرية ولا تفاوض حول القدس التي قرر أنها عاصمة لإسرائيل وقد وجدت السلطة الفلسطينية نفسها وحيدة أمام هذه الهجمة القوية ويحاول محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية ومهندس اتفاق أوسلو مسك العصا من الوسط بالتأكيد على إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس بينما يواصل التنسيق الأمني مع إسرائيل رغم مقاطعة زيارة المبعوث الأمريكي مايك بنس الموالي لإسرائيل المنطقة مؤخرا ورفض الوساطة الامريكية في عملية السلام ومحاولة استبدالها بأطراف أخرى مثل الأممالمتحدة والاتحاد الأوربي والاتحاد الافريقي والصين وروسيا كما دعا الدول الاوربية للاعتراف بدولة فلسطين لعل ذلك يقوي موقفه التفاوضي ويخفف الضغط المالي والسياسي عليه فقد هددت أمريكا بقطع المساعدات المالية عن منظمة الأونروا لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وحتى بعض الأطراف العربية الساعية لإتمام صفقة القرن بتصفية القضية الفلسطينية تلوح بقطع المساعدات المالية عن السلطة لذا من الصعب على محمود عباس الصمود طويلا والبقاء في منصبه فإما أن يتنازل أو يتم استبداله أما في إسرائيل فالنقاش يدور شكل دولتهم في المستقبل هل تكون يهودية خالصة ( عنصرية) او تقبل بوجود فلسطيني بداخلها بعد ضم القدسوالضفة الغربية بصفة نهائية والقضاء على إمكانية حل الدولتين ومن الخطير جدا ان يتم القبول بدولة فلسطينية على غزة وجزء من سيناء المصرية لأنها ستكون بداية لنكبة أخرى ج س