نصف قرن مر من عمر الخدمة الوطنية, وهو حدث حرصت وزارة الدفاع الوطني على تخليده بإصدار طابع بريدي عرفانا بمنجزات شباب الخدمة الوطنية, وبتنظيم معرض بالمتحف المركزي للجيش يستمر على مدى أسبوع حول تاريخ الخدمة الوطنية وإسهاماتها في مسيرة البناء والتشييد الوطني. وهي التظاهرة التي من شأنها تقريب الإدارة العسكرية من المواطنين ومن الشباب على وجه الخصوص, بهدف تنمية و تعميق التواصل بين الجيش الوطني الشعبي والمواطن الجزائري وكذا التعريف بمختلف مراحل الخدمة الوطنية و منجزاتها , توطيد العلاقة بين الشعب وجيشه ترسيخا لمبدأ "الجيش-الأمة", وتحفيز الشباب على تأدية الخدمة الوطنية وتعريفهم بحقوقهم و واجباتهم تجاه الوطن , و شرح مضمون قانون الخدمة الوطنية وتعريف المواطنين بحقوقهم اتجاه هذا الواجب الذي تقلصت مدته من عامين إلى عام واحد, يتشبع خلاله الشباب بالروح الوطنية الحقة , ويكتسبون المهارات الأساسية للدفاع عن وطنهم ,و يشاركون في جهود التنمية الشاملة للبلاد ,علما أن أداء الخدمة الوطنية بالنسبة لمن تتوفر فيهم الشروط ,هو واجب و حق بمقتضى الدستور والقانون. وتحتل الجزائر بفضل شباب الخدمة الوطنية كقوات احتياط, المرتبة السابعة عالميا بعد كل من روسيا, الصين ,كوريا الديمقراطية, الكيان الصهيوني. تركيا وإيران, فضلا عما تقدمه هذه القوات من خدمات للمجتمع في عديد المجالات و من أهم المشاريع الكبرى التي ساهم شباب الخدمة الوطنية في إنجازها نذكر على سبيل المثال ؛السد الأخضر و طريق الوحدة الإفريقية وألف قرية فلاحية نموذجية, 3433 كلم من الطرق الكبرى و146 كلم من السكك الحديدية , وعدة معالم عمرانية أخرى في الجزائر العاصمة نخص بالذكر منها المتحف المركزي للجيش والمستشفى العسكري بعين النعجة ومسرح الهواء الطلق بقصر الثقافة , فضلا عن دورهم في مكافحة الإرهاب خلال العشرية السوداء وغيرها من المهام المنوطة بهم ضمن المنهجية الجديدة المسطرة من طرف القيادة العليا في مجال احترافية الجيش الوطني الشعبي . و هي احترافية تفرض عليه أن يكون في النفير وفي العير, للذود عن حمى الوطن ضد أخطار الخارج , وتقوية الجبهة الداخلية لإسكات خصوم الداخل. فالخدمة الوطنية دعم لاحترافية الجيش نوعا وكمّاً.