توسع فلاحي بتينركوك وقصر قدور ،و تينهنو و سموطة و طلمين يشهد النشاط الفلاحي بولاية أدرار ازدهارا سنة بعد سنة بفضل جهود مستثمرين شباب وجدوا المخرج من البطالة في الزراعة و استصلاح أراضي الجنوب حتى أصبحت كل منطقة فلاحية بولاية ادوار متخصصة في نوع زراعي بامتياز ، فإذا كانت مناطق توات الوسطى اشتهرت بزراعة الطماطم والمحاصيل الكبرى ،كالقمح والشعير التي بدا موسم الحصاد بها بداية الأسبوعين الماضيين ،ومناطق اوقروت بالخضروات والحبوب ،ومنطقة اجدير بزراعة الفول السوداني ( الكوكاو ) ،ركزت المناطق الفلاحية بالجهة الشمالية من الولاية على نوع خاص بها في الزراعة الصيفية ،ويتعلق الأمر بزراعة البطيخ بنوعيه الأصفر و الأحمر الذي يكثر عليه الإقبال عبر التراب الوطني في كل صيف ،واستغل سكان المناطق الشمالية من الولاية حرارة الطقس في أطول مدة من السنة ودخول فصل الحرارة منذ نهاية افريل بالولايات الجنوبية للوطن ، *تضاعف المنتوج في السنتين الأخيرتين وتشترك في ذلك عدة مناطق من شمال الولاية خاصة المقاطعة الإدارية تيميمون ،ليتوجه الفلاحون بهذه الجهة نحو زراعة المحاصيل الصيفية المبكرة . وتبدأ العملية بالزراعة لمدة شهر حتى تستطيع أن تأخذ الشتلات قوتها ،وبالتالي تقاوم الأمراض ،ثم تتم تعريتها وتبدأ في إعطاء أول الإنتاج قبل موعد نضجه بأسابيع ، ليبدأ الجني من أوائل ماي لمنتوج قابل للاستهلاك . و تبدو أسعار المنتوجات مشجعة للفلاحين ، مما أدى إلى توسع المساحات المزروعة في مناطق تينركوك وقصر قدور ،و تينهنو و سموطة ببلدية أولاد سعيد ،وميمون ببلدية طلمين ،التي اشتهرت بتوسعها الكبير في المساحات الزراعية المخصصة لهذا المنتوج . وتضاعف في السنتين الأخيرتين وزادت مع تزايد توفير الدولة للكهرباء الفلاحية ،ورغم أن الدعم لا يشمل هذه الزراعات إلا ان المبادرات الخاصة والبحث عن طرق جديدة للكسب السريع أدى إلى استثمار الفلاحين في زراعة البطيخ الأحمر و الأصفر ،وتشجع الأسعار المرتفعة للمنتوج المستثمرين في زيادة المساحة المزروعة ، ففي بداية الموسم يصل سعر الكيلوغرام الواحد من البطيخ الأحمر و الأصفر الى 50 دج فيما وصل سعر فاكهة "الكنطالو" الى 100 دج . *"سالم " شاب جامعي وصاحب مزرعة بطيخ بتيميمون وجدنا ببلدية قصر قدور 45 كيلومتر شمال شرق مدينة تيميمون ،شباب جامعي في مقتبل العمر فضل الاستثمار في هذه الزراعة وعدم الدخول في عالم التجارة ، ورغم ان المساحات المزروعة ليست بالحجم الكبير كونها لم تتجاوز الهكتار الواحد لكل مستثمر ،إلا أن التجربة ولو كانت في بدايتها فإنها تشجع أقرانهم على الاستثمار ، وهذا كون الأنواع المزروعة يزداد الطلب عليها هذه الفترة التي تتزامن والشهر الفضيل وأسعارها أفضل من أسعار الخضروات التي تكون غير مضمونة في فصل الصيف و تتقلب الأسواق بين الركود والغلاء ،على حسب منتوج الشمال على عكس هذه المواد الفلاحية التي تعتمد في الشمال ولا تظهر إلا في البيوت البلاستيكية . "سالم" عينة من الشباب المستثمر في المنطقة ،بدأت مزروعاته في إظهار أول الغلة والتي دخلت السوق منذ أسبوعين أي أنها الأولى في السوق بالمنطقة ، وشدد "سالم" على ضرورة زيادة عدد المستثمرين لتصبح المنطقة مشهورة بالمنتوج مثل شهرة الطماطم بمنطقة زاوية كنته . اتجهنا نحو مزرعته مستعينين بسيارة رباعية الدفع نتيجة الكثبان الرملية الوعرة ، فوجدنا بوسط الصحراء جنة خضراء بها محاصيل زراعية هي في الأصل حكر على ولايات الشمال كالدلاع الأحمر والبطيخ الأصفر و "الكنتالو" وغيرها . *الطبيعة الصحراوية و الرياح أكبر العوائق التضاريس المناخية والمشاكل تهدد المستثمرين ، غير ان هذه الزراعة الحديثة بولاية ادرار لا يزال ممتهنوها من الفلاحين الشباب يجدون صعوبات كبيرة في مقاومة الطبيعة الصحراوية للمنطقة ،التي غالبا ما تقف عائقا في طريق استمرارهم في هذا النشاط الزراعي ، فالرياح الموسمية في بداية الربيع على وجه الخصوص تقوم بحرق الشجيرات وردم أجزاء كبيرة من انابيب السقي بالتقطير ، ورغم وجود الحواجز الرملية ( أفراق ) إلا أن الرياح أثرت على بعض المزارع ، إضافة إلى ظهور برد فجائي هذا العام في شهري فيفري ومارس جعل الغلة تتأخر لأسبوعين . *احتكار التجار للمحصول يرفع الأسعار
يضاف إلى ذلك احتكار بعض التجار للمنتوج بشراء كل الكميات تقريبا من المزارع والاستفادة من فارق السعر و رفعه بأسواق الشمال ، وهو ما دفع بهؤلاء المستثمرين الشباب الذين يحاولون جاهدين شق الصعوبات وتحدي الطبيعة للاستثمار في القطاع الفلاحي و طالبوا من السلطات الولائية أخذ نشاطهم بعين الاعتبار ،من خلال توجيه دعم خاص للمستثمرين في هذه المحاصيل الزراعية لتشجيعهم على مواصلة نشاطهم وكذا إغراق الأسواق المحلية بمحاصيل زراعية جديدة ،وعدم جلبها من مناطق الشمال ومن ثم تحقيق الاكتفاء الغذائي المحلي . *أسواق الشمال تتمون من عدة ولايات جنوبية و حاليا تتدعم معظم أسواق الشمال ببطيخ الصحراء الذي كان هذا الموسم وفيرا ،فعلى غير العادة استهلك المواطن الجزائري "الدلاع" الأخضر و الأصفر قبل الأوان أي منذ شهر أفريل بفضل مردود الولايات الجنوبية يقول رئيس جمعية تجار الجملة للخضر و الفواكه "دحمان .م" فأسواق الشمال تُمون حاليا من غلال ولايات ورقلة و بسكرة و تقرت و أدرار ،غير أن الأسعار تبقى مرتفعة إذ يصل سعر الكيلوغرام الواحد 100 دج و قد يزيد حسب النوعية هذا في انتظار دخول منتوج الولايات الشمالية من هذه الفاكهة الموسمية إلى الأسواق.