كان للإسلاموفوبيا وقع سلبي على مصير كل المهاجرين باختلاف انتماءاتهم الدينية فقد عزز الخوف من الإسلام الكراهية و العنصرية والمشاعر المعادية لكل القادمين إلى أوربا بل و ساهم في تصاعد و صعود التيارات اليمينية المتطرفة إلى سدّة الحكومات و أصبحت الأحزاب الشعبوية تحمل لواء تخليص القارة من الدخلاء. و في استباق لتفاقم أزمة المهاجرين غير الشرعيين - المتفاقمة أصلا في بعض الدول - لجأت إيطاليا التي تضم أكبر عدد من هؤلاء و على لسان وزير الداخلية اليميني الجديد ماتيو سالفينين إلى التهديد بمنع سفن إنقاذ المهاجرين من الوصول إلى موانئ بلاده في رد عنيف على رفض مالطا استقبال مئات المهاجِرين بل و طالب ذات الوزير حلف شمال الأطلسي بحماية بلاده من هجوم قادم من الجنوب و لا يزال العالم يتذكر رفض إيطاليا تقديم مساعدات لمهاجرين في البحر حيث تكفلت البحرية الإسبانية بذلك و رست القوارب بميناء فالنسيا جنوب البلاد . وفي رحلة البحث عن أسباب المعاملة غير الانسانية لحكومات أوربا للمهاجرين أضافت مالطا أنّها غير ملزمة باستقبال القوارب تحت أيّ طائلة . و لا تتأخر شرطة موانئ دول أوربا في إخضاع المهاجرين الذين تحتجزهم إلى استجوابات قاسية تستمر ساعات و ساعات دون مراعاة ظروفهم القاسية و هو عادة ما يثير رد فعل عنيف من قبل المنظمات غير الحكومية. و إن كان قد وصل إلى سواحل أوربا مع نهاية السنة الماضية ما لا يقل عن مائة ألف « حراق « فإنّ البحر ابتلع 2247 أغلبهم لم يتلق المساعدات من خفر سواحل أوربا . ورغم إشارة مواثيق و اتفاقات الإتحاد الأوربي إلى ضرورة العمل المشترك بين دوله لحل المسألة فغالبا ما نلاحظ ردة فعل أحادية من بعض الدول التي تريد التخلص من المهاجرين القابعين عند السواحل في ظرف قياسي و عدم تقديم المساعدة كي لا تثير شهية الأفارقة المنتظرين في الضفة الجنوبية . و رغم التقارير الإعلامية و غير الحكومية حول الوضع يبقى الغموض يكتنف طريقة التعامل مع تدفق المهاجرين على سواحل أوربا إثر الخلافات العميقة حول طريقة مقاربة أزمة الهجرة داخل الإتحاد