-أحياء سكنية لم تستفد من اي عملية تهيئة باستثناء الحملات التطوعية لجمع النفايات -تسرب مياه الصرف من مراحيض الشقق مباشرة في حظيرة السيارات -العيش لايطاق بحي مولود فرعون تتواجد العديد من الأحياء السكنية بوسط مدينة وهران في وضعية كارثية بسبب الإهمال والتسيب الذي طالها منذ سنوات و الذي أثر سلبا على الحياة اليومية للمواطنين رغم أنها قلب عاصمة الغرب الجزائري و هو ما وقفت عليه *جريدة الجمهورية * خلال زيارة استطلاعية لها ببعض منها على غرار الحي السكني *فواتيح محمد المعروف ب *سان شارل * الذي تشمئز به الأنفس في ظل الفوضى التي تعرفها هذه الجهة و أكوام النفايات المتراكمة بالحي الذي تقطنه أزيد من 200 عائلة دون أن ننسى تسربات مياه الصرف الصحي من مراحيض الشقق مباشرة في الحظيرة المخصصة للسيارات و أمام مرأى الجميع ناهيك عن التسربات داخل البنايات التي تتواجد في حالة متدهورة سواء من حيث الروائح النتنة التي تنبعث بداخلها أو تسربات مياه الصرف الصحي و حتى المياه الصالحة للشرب دون أي تدخل من قبل مصالح البلدية رغم الشكاوى العديدة التي تقدموا بها علما أن هذه العمارات لم تستفد من أي عملية تهيئة للبناية أو حتى صيانة لهذه الشبكات التي تلامس خيوط الكهرباء حسبما صرح به السكان مما جعلهم يضعون دلاء لجمعها حتى لا تغمر الأرضية . أكياس القمامة ترمى من النوافذ و الشرفات بدل وضعها بالحاويات فضلا عن ذلك ما تزال النفايات التي يقوم السكان برميها من أعلى الشرفات و من النوافذ مثلما رأيناه تشكل ديكورا للحي الأمر الذي جعل بعض قاطني هذه الجهة يبدون استياءهم الكبير من التصرفات المشينة للسكان و التي كانت سببا رئيسيا في تدهور الوضع بحيهم ، فعوض أن يقوموا بوضع نفاياتهم بحاويات النظافة يفضلون رميها مباشرة في الخارج غير مكترثين بالمحيط ، و أكدوا بأن مصالح النظافة تدخلت عدة مرات و قضت على المفرغة العشوائية التي خلقها السكان و قامت بإعادة الاعتبار لتلك الجهة و لكن سرعان ما عادت هذه القاذورات من جديد ، و أشاروا الى أنهم يعيشون معاناة حقيقية بهذه البنايات التي يقطنها مواطنون دأبوا على الفوضى و العيش في الروائح النتنة . يأتي هذا في الوقت الذي دعا فيهم بعضهم الآخر السلطات المحلية للتدخل و رفع الغبن عنهم بهذه البنايات التي طالتها تسربات مياه الصرف الصحي من كل جانب و التي تسببت في هشاشتها نظرا لغياب الصيانة و دعوا إلى إدراجهم ضمن عمليات الترحيل المبرمجة . و في ذات الصدد نشير الى أن سبب هذا التدهور لم يقتصر على السكان فقط بل حتى البلدية التي هي شبه غائبة و هو ما لاحظناه ايضا خارج البناية أين تكثر الحفر و الأتربة المختلطة بمياه الصرف و كذا الارصفة المهترئة اضافة الى مصنع قديم محروق محاذي لها تحول الى مجرد هيكل فقط تابع للبلدية حسبما صرح به بعض السكان يتواجد في حالة مزرية و تغزوه النفايات و الألواح ، حيث أكد أحد قاطني العمارة أنه يسكن بهذه البناية منذ عام 2005 و المصنع لا يزال على حاله و أن البلدية تدخلت في احدى المرات من أجل تنظيفه و لكنها سرعان ما تركت هذه الاشغال و لم تتمم عملها و بقي هيكلا مهجورا للقطط و الجرذان . اهتراء الطرقات و تسربات المياه المستعملة تثير استياء السكان أما بحي مولون فرعون المعروفة ب *سيتي بيري * فلا يختلف الأمر كثيرا لا سيما مع الطرقات المهترئة و الحفر التي تتحول مع سقوط قطرات من مياه الأمطار الى برك من الأوحال ناهيك عن تسربات مياه الصرف الصحي خاصة داخل البنايات القديمة و التي جعلت العيش بها لا يطاق في ظل الروائح النتنة التي تنبعث منها منذ سنوات و التي كانت عاملا أيضا في استقطاب الجرذان التي تتقاسم العيش مع السكان بهذه البنايات وجعلتهميطالبونالجهات المسؤولة عديد المرات للتدخل و رفع الغبن عنهم و لكن ذلك كان دون جدوى . عائلة تنصب خيمة في العراء أملا في الالتفاتة و فيما يتعلق بحي *سان بيار*فلم يسلم بدوره من ذات المشاكل خاصة اهتراء الطرقات و كثرة الحفر و كوابل الكهرباء العارية بالبنايات القديمة ناهيك عن احدى العائلات التي قامت بنصب خيمة في الخارج بسبب اهتراء شقتها أملا منها في أن يتم الالتفاتة اليها من قبل مصالح البلدية ، علما بأننا وقفنا بذات الحي على احدى المشاريع التي هي طور الانجاز وسط بنايتين قديمتين ما من شأنه أن يلحق أضرارا و تصدعات بها مثلما عرفته سابقا منطقة قمبيطة، هذا ناهيك عن بنايات شاغرة تم اخلاؤها من السكان الذين استفادوا من عمليات الترحيل و لم يتم هدمها او استغلالها . و بحي*ليسكير* لازال قاطنو البنايات القديمة يعانون من تسربات مياه الصرف الصحي داخلها و التي تسببت بدورها في انبعاث الروائح النتنة بها اضافة الى الجرذان التي تغزوا العديد منها و كذا اهتراء الطرقات و الارصفة التي لم تخضع لأية عملية تهيئة ، و لكن رغم هذا فوضع المحيط بالمنطقة عرف تحسنا مقارنة بالسنوات الماضية في ظل الحملات العديدة التي نظمت من قبل جهاز التحالف البيئي و جمعية المواطنة و مصالح البلدية . و تجدر الاشارة الى أن الوضع بهذه الأحياء التي زرناها لا يختلف تماما عما سبق لوالي وهران و أن وقف عليه مؤخرا بحي *الدرب* الذي يتواجد في وضعية كارثية و التي جعلته يوجه اعذارا لبلدية وهران بسبب هذا الاهمال و أكد بانه يجب التفريق بين البنايات الهشة المدرجة ضمن عمليات الترحيل وبين عمليات التهيئة الخارجية للحي التي ينبغي ان تؤخذ بعين الاعتبار و دعا مؤسسة *سيور* الى التدخل الفوري و القضاء على هذه التسربات و شدد على مديرة الأشغال العمومية و مصالح البلدية بإحصاء جميع طرقات المدينة التي هي بحاجة للتدخل و تهيئتها في القريب العاجل من أجل رفع الغبن عن المواطنين الذين يعيشون في وضع غير لائق. غياب مخطط العمل سبب تفشي النقاط السوداء و في ذات الصدد أكد نائب رئيس لجنة البيئة و الصحة على مستوى المجلس الشعبي الولائي كاهية عمار أن مصالح البلدية تعمل دون مخطط و هو سبب لعدم التكفل الأمثل بالنفايات التي باتت تشوه المظهر العام للعديد من الاحياء و التي تحولت الى نقاط سوداء بها هذا اضافة الى كونها تتعاقد مع بعض الناشطين في إطار جهاز* اونساج* للتكفل بالنظافة مما يجعلها غير متحكمة في مسجميع أحياء البلدية و هو ما يعكس الوضع الذي تتواجد عليه بعض مناطقها .