مازال المتعاملون الاقتصاديون المتواجدون على مستوى المنطقة الصناعية لسيدي بلعباس يزاولون نشاطهم في ظروف أقل ما يقال عنها غير ملائمة. ذلك أن هذا الفضاء الممتد على مساحة 3000 م2 طاله الإهمال لسنوات عديدة فتدهورت حالته رغم وجود هيئة رسمية تتكفل بتسييره وهي مؤسسة تسيير العقار الصناعي التي دخلت منذ مدة في أزمة مالية خانقة جعلتها لا تستطيع حتى تسديد أجور عمالها فضلا عن انعدام الإمكانيات والوسائل لديها لتأدية المهام المنوطة بها. وضع كارثي سئم منه المستثمرون , فالمنطقة الصناعية تفتقر إلى كثير من الضروريات أبررزها : طرق مهترئة بشكل لافت تتحول في مواقع منها أيام الشتاء إلى برك مياه يصعب المرور معها ومياه الصرف الصحي متدفقة في العراء ما يسبب انتشار الروائح الكريهة وظهور الحشرات الضارة خاصة في الصيف و انارة عمومية منعدمة في كثير من زواياها ما يطرح مشكل غياب الأمن ليلا في ظل الانتشار الرهيب للكلاب المتشردة وحتى مشكل الغاز وكذا انقطاع التيار الكهربائي مطروح عند عدد معتبر من المتعاملين الاقتصاديين سيما في موسم الشتاء . ولعل الشيء الذي يثير انتباه واشمئزاز أي زائر وهو يعبر الجهة الغربية لهذه المنطقة وجود مفرغة عشوائية في توسع مستمر هي أكوام بل وجبال من مخلفات وبقايا البناء والنفايات تأتي بها شاحنات بالأطنان ثم نفرغها في القطع الأرضية الشاغرة بعد أن تلج الى هذا المكان عبر باب غير محروس يحدث هذا في ظل غياب الرقابة و للأسف لا أحد حرك ساكنا والحقيقة أن الظاهرة تفاقمت وقد تنذر بكارثة بيئية . ثم هناك غياب النقل الذي يمكن العمال وحتى المواطنين من طلبة متربصين وباحثين عن الشغل .. وغيرهم من بلوغ هذا المكان . وان أردت الذهاب إليه فأنت مجبر على امتطاء سيارة أجرة أو سيارة كلوندستان شريطة أن تدفع مبلغا لا يقل عن 300 دج لأنه ببساطة لا وجود لخط يربط مدينة سيدي بلعباس بالمنطقة الصناعية بواسطة حافلة للنقل العمومي أو الخواص رغم المسافة القصيرة الفاصلة بينهما ( 4كلم) . هذا الوضع دفع برئيس جمعية المتعاملين الاقتصاديين لولاية سيدي بلعباس علي خنتر إلى ربط الاتصال بالسلطات المحلية مرارا وتكرارا لكن بدون جدوى. و قد أطلع الرئيس المدير العام لشركة تسيير العقار الصناعي على الوضع ليبرمج لقاء مع المتعاملين الاقتصاديين غدا الأربعاء بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية الشيخ القباطي باشراف الرئيس المدير العام لشركة التسيير العقاري لطرح انشغالاتهم ومقترحاتهم بإعادة تهيئة هذا الفضاء و توفير الشروط اللازمة لممارسة المهنة.