يتجدد مشكل التدفئة بالمؤسسات التربوية بولاية مستغانم كلما اقترب فصل الشتاء ، حيث تعاني العديد من المؤسسات التربوية الكائنة بالمناطق النائية على وجه الخصوص من غياب أجهزة التدفئة على مستوى الأقسام الأمر الذي يؤثر سلبا على التلاميذ لاسيما عند التقلبات الجوية و اشتداد البرودة . إذ تتحول القاعات إلى أشبه بغرف التبريد و هو العامل الذي يلقى استهجان أولياء التلاميذ الذين اشتكوا كثيرا من هذا النقص بعد أن بات أبناؤهم يزاولون دراستهم في ظروف قاسية داخل حجرات وأقسام باردة من شأنه أن يؤثر على استيعاب أبنائهم للدروس . و يوجد هذا الأمر بالمدارس الابتدائية ببلديات الصفصاف و السوافلية و النقمارية و تازغايت و عشعاشة و سيرات و قراها ، حيث تفتقر هذه المؤسسات التربوية لخدمات التدفئة التي تعد من الضروريات التي يحتاجها التلاميذ خلال فصل الشتاء ، قصد تمكينهم من تلقي الدروس في ظروف جيدة . و أكد مختص في الصحة المدرسية أن انعدام أجهزة التدفئة داخل الأقسام الدراسية خاصة في المناطق المعروفة بالبرودة القاسية خلال فصل الشتاء، تعرّض التلميذ إلى عدّة أمراض منها الالتهاب الحاد للقصبات الهوائية، و تورمات في اليدين، وهي حالات مرضية يتم تشخيصها دوما في فصل الشتاء، عند خضوع التلاميذ للفحوصات الطبية ، مضيفا في نفس السياق ، أن التلاميذ يتعرضون باستمرار لالتهاب اللوزتين المتكرّر، وهو ما يؤدي إلى الإصابة بالتهاب المفاصل في حالة بقاء التلاميذ داخل حجرات تنعدم فيها وسائل التدفئة لفترات طويلة، إلى جانب هذه الأعراض المرضية يصبح التحصيل الدراسي منعدما بفعل نقص التركيز عند التلاميذ، وبالتالي ينعكس سلبا على النتائج الدراسية. يحدث هذا في الوقت الذي ألح فيه والي مستغانم مرارا على ضرورة تعميم التدفئة بكافة المدارس كما وجّه تعليماته إلى رؤساء البلديات بضرورة التكفل بهذه المسألة.و حسب احد الأساتذة ، أن هناك بعض المدارس تتواجد بالمناطق الريفية على وجه الخصوص تعاني من غياب التدفئة ما سبب مشاكل للتلاميذ و المعلمين على حد سواء ، مضيفا أن مدارس أخرى بالقرى و المداشر تتوفر بها أجهزة التدفئة تبقى أغلبها مجرد ديكور للتزيين فقط. أما البقية فانه يوجد بها مدفآت تعمل بالمازوت على غرار ابتدائيات ببلدية سيرات. من جانبهم ، وجه بعض أولياء التلاميذ في تصريح للجريدة ، أصابع الاتهام والمسؤولية الكاملة للقائمين على شؤون البلديات، بما أن تسييرها تابع لهذه الأخيرة وخارج عن نطاق تغطية مديرية التربية ، و أشاروا إلى أن سوء التسيير الذي تعيشه بعض البلديات ينعكس سلبا على المرافق البيداغودجية من جهة و كذا للميزانية الضعيفة التي تعاني منها بلديات أخرى من جهة ثانية .