يتجدد مشكل التدفئة بالمؤسسات التربوية كلما حل فصل الشتاء، الأمر الذي وقفت عليه " السياسي في زيارتها إلى بعض المؤسسات ببعض البلديات ، على غرار بلدية براقي و باب الزوار .... حيث لاحظنا أن أغلب أجهزة التدفئة معطلة بهذه المؤسسات، وهو الأمر الذي بات يشكل هاجسا حقيقيا بالنسبة للتلاميذ، أوليائهم وحتى الأساتذة، كما لاحظنا ه خلال جولتنا الاستطلاعية ببعض المؤسسات التربوية في جميع أطوارها الابتدائي، المتوسط والثانوي و التي تفتقر لخدمات التدفئة التي تعد من الضروريات التي يحتاجها التلاميذ خلال فصل الشتاء، قصد تمكينهم من تلقي الدروس في ظروف جيدة وتساعدهم على التحصيل العلمي الجيد حسب ما اكده العديد من المختصين . متوسطة ببراقي ذويبي مدني بدون تدفئة زيارتنا الأولى كانت لمتوسطة ذويبي مدني ببراقي ، حيث صرح لنا بعض الأساتذة أن قطاع التربية بالمؤسسة لا يزال يسجل نقصا في الخدمات، حيث لم تستفد المؤسسة من التدفئة المركزية كباقي المدارس الأخرى، على غرار إبتدائية طارق إبن زياد الموجود بحي الجبل ببلدية ببروبة وهو ما اشتكى منه ايضا عدد من أولياء التلاميذ حيث أعرب هؤلاء عن انتقادهم للمسؤولين الذين لم يوفوا بوعودهم، في ظل حاجة التلاميذ إلى مدافئ، وهو الأمر الذي جعلهم يجددون مطلبهم للسلطات المعنية بضرورة التدخل لتزويد المدارس بمدافئ التي من شأنها أن تخفف على المتمدرسين من قرد البد القارس ، وما زاد من الطين بلة، يؤكد أحد التلاميذ بنفس المتوسطة ببراقي ، عدم إصلاح زجاج بعض النوافذ المكسرة، مما يؤثر على صحتهم، كما أنهم يضطرون إلى البقاء في القسم بمعاطفهم للتخفيف من حدة البرد. ابتدائية طارق بن زياد ببروبة بحاجة إلى تكفل وخلال زيارتنا الثانية إلى بلدية برروبة ، لاحظنا أن عدة ابتدائيات لا تزال تواجه مشكل انعدام التدفئة، حيث اشتكى بعض المعلمين بابتدائية طارق ابن زياد من الوضع الذي يتكرر كل سنة، حيث يجدون أنفسهم يواجهون البرد القارس في ظل تماطل السلطات المعنية لصيانة أجهزة التدفئة، مما يصعب من مهمتهم، في حين أوضح بعض التلاميذ أنهم لم يعودوا يتحملون الظروف الحالية والدراسة في أقسام باردة تشبه الثلاجات، حيث يجد هؤلاء صعوبة في التركيز والتحصيل العلمي.. اقسام ثانوية مصطفى الاشرف بباب الزوار تتحول الى غرف تبريد وجهتنا الأخرى كانت الى بلدية باب الزوار،وبالضبط ثانوية مصطفى الأشرف الكائنة بحي السوريكال أين قمنا بزيارة بعض الهياكل التربوية، اين لاحظنا و خلال جولتنا التفقدية لافتقار الثانوية الى ادنى شروط الدراسة، بسبب انعدام أجهزة التدفئة ، الأمر الذي بات يشكل هاجسا للتلاميذ والأساتذة. وفي نفس السياق، أعرب بعض أولياء التلاميذ عن تخوفهم على سلامة صحة أبنائهم، حيث تحولت قاعات الدراسة إلى "غرف تبريد"، مما يساهم في تشتيت تركيزهم، حيث دعا هؤلاء السلطات المسؤولة إلى ضرورة النظر إلى وضعية المتمدرسين من خلال استدراك النقائص، لمتابعة الدروس في أحسن الظروف و في ذات السياق عبر العديد من التلاميذ بثانوية مصطفى الاشرف عن مدى تذمرهم من عدم تغطية مؤسستهم بأجهزة التدفئة وخاصة مع مثل هذه الايام الباردة يقول طارق تلميذ نهائي ومقبل على شهادة البكالوريا أن أقسامهم عبارة عن ثلاجات لا تصلح للدراسة وخاصة مع هذا البرد القارس الذي يعيشه ومن جهته يقاطعه زميل آخر، قائلا أنه يتجنب الجلوس أمام النوافد وأيضا الباب حتى لا تزيد البرودة أكثر في غياب أجهزة التدفئة وخاصة يقول، نحن مقبلون على إمتحانات مصيرية والبرودة تفقدنا التركيز مع الأساتذة قائلا الله غالب البرد قطعنا ما قدرناش تقدمنا بعدها لطلب اللقاء مدير الثانوية إلى أن لا أحد رد علينا متحججين كالعادة أن المدير في إجتماع الامر الذي دفع بالعديد من اولياء الامور يتساءلون إلى متى ستبقى هذه الأوضاع ولماذا لا توجد أجهزة التدفئة في كل المدارس الوطن ؟ مدارس القرى والمناطق النائية تعاني في صمت وعلى غرار متوسطة ذويبي مدني و طارق ابن زياد تعاني العديد من الابتدائيات المترامية الأطراف بالقرى والمناطق النائية المتواجدة بتراب الولاية وبالأخص المؤسسات التربوية الواقعة بالجهة الجنوبية والشمالية، من غياب التدفئة، لاسيما، وأن هذه المناطق تعرف بالبرودة القارسة شتاء ولا تزال بعض مؤسساتها التربوية تعتمد على التدفئة التي تشتغل بمادة المازوت، حيث يجد التلاميذ أنفسهم يدرسون في ظروف جد قاسية داخل حجرات وأقسام شبيهة بغرف التبريد، ليبقى هؤلاء فريسة للبرد على مدار ساعات التمدرس، بسبب الغياب التام للتدفئة داخل الأقسام التي يزاولون فيها دراستهم، وتلجأ بعض المدارس الابتدائية في المناطق النائية والتي ينعدم فيها الغاز الطبيعي إلى حلول بدائية تتمثل في استخدام التدفئة التي تشتغل بمادة المازوت الذي يعد بدوره خطرا على صحة التلاميذ جراء ما يفرزه من دخان وروائح كريهة داخل حجرات الدراسة، أضف إلى ذلك استهلاكه السريع لمادة المازوت، وهو ما يؤدي إلى توقيف استعمالها في أغلب الأوقات، ناهيك عن التعطلات التي تصيبها من حين إلى آخر، نظرا لاهترائها. وبالمقابل لا يزال مئات التلاميذ بعديد المؤسسات التربوية بالمناطق الشرقية والغربية، لاسيما بالطور الإبتدائي يدرسون في حجرات باردة لعدم توفر التدفئة بها، ولم يضمن لهؤلاء إقدام المعلمين على غلق الأبواب وصد النوافذ بغرض ضمان الدفء، في ظل عدم استدراك هذا النقص الذي لازم المؤسسات التربوية بسطيف و باتنة و غيرها من الولايات المجاورة لها في ظل التأخر الحاصل في توفير المدافئ لمواجهة برودة الشتاء من قبل التلاميذ الذين لا حول ولا قوة لهم، وأجبروا على النفخ في أيديهم لعلى وعسى يشعرون ولو لدقائق قليلة بالدفء. وأوعز العديد من المعلمين ومدراء المدارس الأسباب الكامنة وراء ذلك إلى تقاعس المسؤولين.واستنادا إلى بعض المعلمين، فإن التلاميذ يجدون صعوبة في التأقلم مع برودة حجرات التدريس في بداية الفترة الصباحية. فيما يؤكد التلاميذ المتضررون أنهم أصبحوا لا يقوون على التحصيل العلمي السليم بفعل الظروف القاسية التي يزاولون فيها تعليمهم، خاصة في المناطق الجبلية، ما يجعل توفير التدفئة على رأس مطالبهم. وقد استغرب الأولياء افتقار المؤسسات التعليمية لكل هذه المرافق، خاصة بالنسبة للمدارس الحديثة الإنجاز وهم يأملون أن يتخلص أبناءهم من هذه المشاكل في القريب العاجل لضمان تمدرس جيد. في السياق ذاته، لاتزال العديد من المؤسسات التعليمية بالولاية تشكو من غياب التدفئة، ما دفع التلاميذ في أكثر من مؤسسة إلى الدخول في حركات احتجاجية والانقطاع عن الدراسة، مثلما هو الحال بمدارس أولاد تبان وكذا بلديات بوڤاعة وعموشة وبني ورثيلان، التي أضرب تلاميذها في العديد من المرات عن الدراسة. تلاميذ ابتدائية الاولاد معيذر بمعنية تلمسان يستغثون من جهة أخرى، ومع حلول فصل الشتاء وتهاطل الثلوج على عدة مناطق من ولاية تلمسان، المعروفة ببرودتها القاسية تبدأ ملامح التذمر والاستياء تبرز وسط الأساتذة، التلاميذ وأوليائهم بسبب انعدام أجهزة التدفئة داخل قاعات التدريس، حيث لا تتوفر على التدفئة لأسباب متباينة يتصدّرها مشكل الطاقة التي تظل العائق الأكبر أمام استغلال التجهيزات، فعدم توفر مادة المازوت بالكميات الكافية والتذبذب في توزيعها من قبل بعض البلديات. أوضاع مزرية سجلناها عبر عدّة مناطق بالولاية لتلاميذ يستغيثون من شدة البرد القارص، الذي أصبح ملازما لهم أثناء رحلتهم الصباحية باتجاه المدارس، وأثناء تواجدهم داخل القاعات للتحصيل العلمي، فالتلاميذ نجدهم يرتعدون من البرد...قسم يشبه الثلاجة، حيث لا يستطيعون نزع حتى معاطفهم ووسط هذه المعاناة التي يتكبدها اطفال المدارس اكد العديد من المعلمين أنه من غير المعقول الحديث عن تحصيل علمي جيد ونمو سليم لأطفالهم في ظل هذه الأوضاع المناخية المزرية...و التي جعلت من المتمدرسون يعيشون ظروفا قاسية تؤثر على مستوى تعليمهم. الرشح و التهاب المفاصل تهدد تلاميذ المدارس وحسب أحد الأطباء المختص في الصحة المدرسية بتلمسان أكد أن انعدام أجهزة التدفئة داخل الأقسام الدراسية خاصة في المناطق المعروفة بالبرودة القاسية خلال فصل الشتاء، تعرّض التلميذ إلى عدّة أمراض منها الالتهاب الحاد للقصبات الهوائية، وتورمات في اليدين، وهي حالات مرضية نلاحظها دوما في فصل الشتاء، عند خضوع التلاميذ للفحوصات الطبية، مضيفا في نفس السياق أن التلاميذ يتعرضون باستمرار لالتهاب اللوزتين المتكرّر، وهو ما يرشح إلى الإصابة بالتهاب المفاصل في حالة بقاء التلاميذ داخل حجرات تنعدم فيها وسائل التدفئة لفترات طويلة، إلى جانب هذه الأعراض المرضية يضيف الدكتور، أن التحصيل الدراسي يصبح منعدما بفعل نقص التركيز عند التلاميذ، وبالتالي ينعكس سلبا على النتائج الدراسية.من جهة أخرى ورغم تأكيد مديري هذه المؤسسات التربوية على تجهيزها بوسائل التدفئة، إلا أنه يبقى مشكل تعانيه المدارس هو عملية التزود بمادة المازوت، وهي العملية التي تتكفل بها البلديات، حيث تعجز الكثير من الأحيان على توفيرها نظرا لميزانياتها الضعيفة. بن زينة تشكيل هيئة لتسير المؤسسات التربوية هي الحل وفي ضل هذه الأوضاع التي يتمدرس فيها التلاميذ عبر مختلف ربوع الوطن عبر بن زينة رئيس منضمة أولياء التلاميذ في اتصال ل السياسي عن سخطه من وزارة التربية التي لم تعمل على إيجاد حلول، حيث صرح أن هذا المشكل ليس وليد اليوم وإنما تم طرحه ومناقشته من خلال ندوات وللقاءات مع وزارة التربية منذ عقود إلى أن لا شيء تغير متسائلا كيف يريدون رفع المستوى التعليي للتلميذ في ضل الأوضاع التي يدرسون فيها الطفل الذي لا توفر له الدفئ في القسم أووجبة دافئة كيف يرفع مستواه التعليمي خاصة في مثل هذه الايام الباردة الذي تكون فيه البرودة شديدة مصرحا أن ولايات تيارت، غليزانالمديةالجلفة، تكون فيها إنخفاض كبير في درجة الحرارة إلى ما تحت الصفر مشيرا إلى تلاميذ الولايات الداخلية الذين يعانون كثيرا وخاصة أن أغلب المدارس لا توجد فيها مدفآت فمثلا يقول في ولاية المدية أغلب الإبتدائيات لا توجد فيها مدفآت مما تجعل من الدراسة أمر مستحيلا وخاصة أن المنطقة معروفة بالبرودة القارسة و في ذات الصدد يضيف ذات المتحدث ان هناك مؤسسة تعليمية في ولاية بسكرة يمر من أمامها أنبوب الغاز وبينها وبين المدرسة 2 أمتار فقط ولكن لم تربط بالغاز فمن غير المعقول يقول أن يقوم مدير المدرسة بالجري كل يوم وراء سونلغاز أو البلديات تاركا المدرسة من أجل ادخال التدفئة مقدما إقتراحات قدمت للوزارة أهمها هي إنشاء هيئة وطنية مهمتها التسيير في المدارس وتكون مراقبة من طرف الوزارة دون عرض قيود وتقييدها بدلا من ماهو عليه اليوم فالإبتدائيات تقع تحت سلطة البلديات والمتوسطات والثانويات تحت مديرية التعليم وهنا الإشكال فلو كانت هناك هيئة مهمتها التسير لا تجاوزت المؤسسات التربوية هذه المشاكل. ديلمي 30بالمائة من المدارس العاصمة بدون تدفئة و في ذات السياق اكد الطاهر ديلمي رئيس لجنة التربية و التكوين المهني بالمجلس الولائي في حوار جمعه ب السياسي ان مشكل التدفئة بالعديد من المدارس على مستوى العاصمة قد حل و لكن ليس كليتا مشيرا بذلك الى ان هذا الملف قد تم فتحه سنة 2012 و يضيف ذات المتحدث نحصى اليوم 30 بالمائة من المؤسسات على مستوى اقليم الجزائر العاصمة ممن تعاني من مشكل التدفئة و هذا يعود لعدة اسباب من بينها مشكل الربط بالغاز او انها تتوفر على اجهزة قديمة و بخصوص المؤسسات التربوية الجديدة فهي تعاني من المشكل هذا لانها لم تحترم المعايير التي طلبتها شركة سونلغاز للربط الغازي والكهربائي و عليه و بعد بعد الزيارات التي قمنا بها مع والي العاصمة قمنا بتشكيل لجنة مشتركة بين مديرية الطاقة والمناجم والولاة المنتدبون والتي تعني باعادة الربط اما فيما يتعلق بالمؤسسات الاخرى اغلبها تم اعادة تزويدها بالتدفئة و بصراحة لا توجد مدارس لم تربط الا بنسبة قليلة على مستوى العاصمة لذلك نرجو من جمعيات اولياء التلاميذ التبليغ عن المدارس التي لا تتوفر على التدفئة للتدخل العاجل و القضاء على هذا المشكل و من جهته صرح صادق دزيري رئيس الاتحادية الوطنية لعمال التربية و التكوين في اتصال ل السياسي بأنه لا توجد إحصاءات رسمية حول توفر التدفئة بالمدارس حيث لا يمكن لأحد أن يعرف الإحصائيات بما فيها وزارة التربية ، و في ذات السياق اكد العديد من المختصين في ذات المجال انه و بالرغم من الاجراءات و التدابير المتخذة الا ان هناك العديد من المدارس تفتقد لشبكة التدفئة . هل ستنجح وزارة التربية في القضاء على المشكلة ؟ و للقضاء على هذا المشكل عبر مختلف المؤسسات التربوية عبر الوطن شرعت وزارة التربية الوطنية في اتخاذ تدابير وإجراءات عاجلة بهدف توفيرالتدفئة الوظيفية في كل المؤسسات التعليمية، و القضاء على المشاكل التي تعيق السير العادي للتدفئة في بعض المؤسسات التعليمية على اختلاف أطوارها، كما تسعى تلك الإجراءات العاجلة الى معالجة كل العراقيل المادية أو التنظيمية التي قد تعيق السيرالعادي والمتواصل للتدفئة طيلة فصل الشتاء.