أماكن متفرقة يرتادها الأشخاص المشردون أو بدون مأوى في عدد من مدن ولاية غليزان ، يتخذون من الأرصفة و الشوارع و المحطات و الحدائق أو المساجد و بجانب قاعات السينما مأوى لهم بالرغم من المعاناة المتواصلة للعشرات من هؤلاء الأشخاص ، إلا أن البعض منهم اختار العيش في العراء و التشرد ، و أما على صعيد التكفل النفسي و العقلي بالمشرد المختل عقليا أكدت مصادر طبية أن مستشفيات الأمراض النفسية و العقلية ترفض استقبال المرضى من المشردين بحجة أن ليس لديهم هوية رغم ظهور أعراض المرض عليهم و هي الحالات التي يصعب على قطاع التضامن وضعها بمراكز الإيواء .و لم تقتصر هذه الظاهرة على التشرد فحسب بل إنها تمتد للعائلات الفقيرة التي اضطرتها الظروف للتسول ، و أغلبهم مصابون سواء بأمراض نفسية و بعضهم الآخر مصاب بالأمراض المختلفة و سيما المعدية و كما نجد بعض الحالات لمشردين من كبار السن منهم من مات بسبب البرد القارس ، كما هو حال أحد المشردين في مدينة وادي ارهيو ، سبعيني مات بأحد أحياءها الغربية و ثان في العقد الخامس عثر عليه جثة هامدة قرب قاعة السينما بشارع الشهداء في السنتين الماضيتين و بذات المدينة توفيت مؤخرا إمرأة عجوز و اخر من كبار السن أيضا توفي في الشارع بأحد مناطق الجهة الغربية للولاية لم يتم التعرف على هويته أو الوصول لذويه و كما عثر على متشرد اخر في العقد الخامس جثة هامدة تحت جسر بوادي ارهيو و .. ، و هكذا تبقى بعض الشوارع قبلة لهؤلاء و في بعض الأحيان لعائلة بأكملها تتخذ منها مسكنا و ترفض الإقامة بدار المسنين لأن الشارع مصدر رزقهم و آخرون مختلون عقليا و غائبون عن الوعي ، و على الرغم من أن هناك فرق ميدانية تستهدف البحث عن الأشخاص دون مأوى بغرض إيوائهم أو الوصول لذويهم على مدار أيام السنة و بالأخص في فصل الشتاء فإنهم يفضلون العيش على الرصيف و يواجهون موجات البرد . و من جانبه مدير النشاط الاجتماعي بالنيابة بوعلام محمد حبيب الله ، أكد أنه يتم التكفل بالأشخاص ممن اضطرتهم الظروف للمبيت في الشارع ، حيث تعمل الفرقة المشكلة من أعوان قطاع التضامن ، الحماية المدنية و الأمن الوطني على إسعاف المشردين في الشوارع و ممن يتمركزون في أماكن أخرى ، مشيرا إلى أنه تم خلال شهر نوفمبر الجاري إيواء 3 أشخاص في دار العجزة و الاهتمام بهم و رعايتهم و عملها مستمر من خلال التجول في شوارع الولاية أو تلقي بلاغات حول وجود أشخاص مشردين ، حتى يتم تحويلهم للدار و إيوائهم و توفير رعاية دائمة لهم أو أخذهم بشكل مؤقت و إن كانت حالتهم الصحية متدهورة يتم نقلهم إلى المستشفيات للتكفل بهم ، كما أن التضامن الاجتماعي استطاع إعادة عدد منهم إلى ذويهم . و عن تكفل الهلال الأحمر الجزائري بهذه الفئة ، سيتم فتح دار للإيواء في إطار العمل الخيري و الاهتمام بمن يحتاج إلى مساعدة ، ليتم في الأيام القادمة استقبال الأشخاص دون مأوى فور الإنتهاء من أشغال إعادة تهيئة و ترميم المقر القديم للهلال الأحمر الجزائري بحي *لاصاص* بعاصمة الولاية بعدما كان مغلقا في السنوات الماضية لنقل تلك الحالات و تقديم المساعدات من خلال توفير مأوى مؤقت و تسخير أعوان و مسيرين في اطار جهاز الادماج الإجتماعي يقول أحد أعضاء المكتب الولائي .