يعاني سكان قرية مريغية التابعة لبلديه هونت والتي تبعد بحوالي 60 كلم عن مقر ولاية سعيدة من عدة نقائص أثقلت كاهل السكان وفرضت عليهم العزلة حيث اشتكى القاطنون بهذه القرية من غياب التهيئة و المتابعة الصحية بالإضافة إلى أزمة النقل التي تؤرقهم كثيرا ناهيك عن انتشار البطالة وغيرها من النقائص الأخرى التي أضحت هاجسهم و فرضت عليهم واقع معيشي صعب . مسالك ترابية و أوحال يتفاجأ الزائر لقرية « مريغية « بانعدام كلي للتهيئة بالنظر إلى الوضعية الكارثية للطرقات التي تكثر و الترابية التي تتحوّل إلى برك و أوحال عند تساقط الأمطار ، و عند ولوجنا إلى القرية أول ما عرقل سيرنا هي تلك الطرقات المتدهورة التي عمقت من معاناة السكان خاصة المتمدرسين الذين يعانون الأمرين للالتحاق بمؤسساتهم التربوية خاصة في موسم الشتاء و الأمطار حيث تتحول شوارع القرية إلى ما يشبه الأودية يصعب السير عبرها و أكد السكان الذين التقينا بهم أن المنطقة لم تشهد أي عملية تزفيت و الملفت للانتباه أن الأرصفة غير موجودة في أغلب أجزاء القرية ما يجبر الراجلين تقاسم الطريق مع المركبات. محلات شاغرة بدون استغلال و ذكر هؤلاء بأن الوضع لم يتغيّر رغم الشكاوى التي رفعوها إلى المصالح المعنية ملحين على ضرورة التدخل العاجل من أجل برمجة مشاريع تهيئة الطرقات و رفع الغبن عنهم ،كما تطرّق السكان إلى مشكل غياب محلات بهذه القرية الهادئة و تحدثوا بمرارة عن المحلات الشاغرة و التي بقيت مغلقة و لم يتم استغلالها أو توزيعها لفائدة الحرفيين المحليين ما من شأنه امتصاص و لو بنسبة ضئيلة البطالة المتفشية بالمنطقة. البطالة و غياب المرافق أنهك الشباب و حسب السكان فإن شباب مريغية يتخبط في الفراغ و يعاني معظمهم لكسب قوت يومه بالعمل في ورشات البناء أو الفلاحة ويستغلون فرص الشغل الموسمي ، وغالبا ما يظلون بدون عمل أو دخل ، ما يجبر أغلبهم على قضاء يومهم جالسين في الشوارع متكئين على الجدران و هذا ما لمحناه عند زيارتنا للقرية وعن هذا المشكل الذي عمّر طويلا و نخر أجسادهم .و حسبهم طالبوا السلطات المعنية ومن المجلس الشعبي البلدي وعلى رأسهم «المير» بخلق فرص عمل للشباب البطال و تمكينهم من حياه أفضل . كما طالب سكان المنطقة برفع المشاق عنهم خاصة في تنقلاتهم عن طريق تهيئة الطريق الرابط بين منطقتهم و قرية حمدات وكذلك منطقتهم و بلدية المسيد بولاية سيدي بلعباس للقضاء على العزلة المفروضة على السكان القاطنين في هذه المنطقة النائية . و في هذا الخصوص طرح الشباب مشكل نقص مرافق الترفية بقريتهم وطالبوا بتجهيز قاعة لهم، من جهة أخرى اشتكى السكان من نقص الإنارة العمومية و انتشار القمامة . مفرغة بمدخل القرية خطر على السكان مشيرين إلى المفرغة المتواجدة أمام مدخل القرية والتي أصبحت تشكل خطرا على البيئة و صحة السكان حيث تحولت إلى ملجأ للحيوانات الضالة وهو ما يهدّد سلامة أطفالهم الذين لم يجدوا فضاء للعب غير الشوارع و الطرقات في غياب مرافق تسلية خاصة بهم. خدمات بسيطة بقاعة العلاج الوحيدة و تحدث السكان عن نقص الخدمات الصحية و أن قاعة العلاج الوحيدة بالمنطقة لا تلبي متطلباتهم ما يجبرهم على قطع مسافات طويلة حتى لأبسط الأمراض وفي السياق ذاته أكد أحد السكان أن الفئة الأكثر تضررا من الوضع النساء خاصة الحوامل منهن، إذ يجدن صعوبة كبيرة للتنقل إلى مختلف البلديات لإجراء الفحوصات . أزمة نقل تضاعف المعاناة و ذكر السكان كذلك أزمة النقل التي يتخبطون فيها منذ سنوات ، خاصة المسافرين نحو بلديات يوب وسيدي بوبكر وسفيزف والمسيد، بسبب عزوف الناقلين عن المرور عبر القرية جراء وضعية الطرق . فلا حافلة ولا سيارة أجرة يكاد يلمحها شخص بهذه القرية التي تشهد عزلة حقيقية و تجد المواطنين يصارعون من أجل التنقل نحو المدينة أو نحو منازلهم ولهذا يلتمس السكان من الجهات المعنية ضرورة التدخل العاجل وإيجاد حلول كفيلة لحل هذا المشكل الذي طال أمده . و بالمقابل طالب السكان أيضا من المجلس المنتخب إنجاز صور للمقبرة المحاذية لهم من الجهة الغربية. «مير » هونت يؤكد أن مشاريع التهيئة مُبرمجة وعند نقلنا للانشغالات التي طرحها السكان إلى «بوزيان أحمد» رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية هونت، أكد أن منذ تواجده بالبلدية أبدى اهتمامه لمتابعة كل قضايا المواطنين ،كاشفا عن استفادة القرية من 4 مشاريع وكانت الأولوية في حل مشكل التزود بالماء و تم في هذا الخصوص تعميق البئر المائي و ربط المنطقة بماء الشرب .كما تم تهيئة الملعب الجواري بالعشب الاصطناعي وترميم قاعة المتعددة النشاطات وتهيئة المطعم المدرسي كل هذه المشاريع منتهية الأشغال، وأضاف رئيس البلدية، أن التهيئة الداخلية للقرية مسجلة خاصة أن هدفه هو العمل من أجل تنمية المنطقة وأكد فيما يخص البطالة أن من بين أهدافه المسطرة العناية بشريحة الشباب و السعي على توفير مناصب شغل حيث استفاد مؤخرا 7 شباب من القرية من مناصب عمل ، كما أكد انه يعمل رفقة أعضاء المجلس على معالجة اهتمامات المواطن خاصة الدعم المقدم من طرف والي الولاية للقضاء على التأخير في التنمية.