ما يزال قاطنو قرية سيدي ميمون التابعة لبلدية عين السلطان والتي تبعد عن مقر ولاية سعيدة ب 40 كلم ينتظرون تجسيد الوعود المقدمة لهم من المسؤولين المحليين والمتمثلة أساسا في تهيئة الطرقات و توفير المرافق الرياضية.. وقد عبر السكان في هذا الصدد عن امتعاضهم الشديد إزاء المشاكل التي يتخبطون فيها منذ سنوات، في ظل انعدم التهيئة الحضرية وغياب المرافق الرياضية والتغطية الصحية وانتشار البطالة وغيرها من النقائص التنموية الأخرى التي باتت ملازمة للمنطقة والناجمة أساسا حسبهم في تماطل مسؤوليهم في إدراج مشاريع من شأنها أن تخرجهم من العزلة المفروضة عليهم. مسالك ترابية تعيق تنقل السكان تحت شمس حارقة استقبلنا سكان القرية بمنطقتهم، حيث أول ما لاحظناه هو الوضعية المزرية للطرقات الداخلية التي لا تزال ترابية حيث تتجاوزها السيارات بصعوبة خاصة عند سقوط الأمطار حسب السكان الذين أكدوا أن من أبرز المشاكل التي يعانون منها والتي تبقى ضمن الأولويات وضعية الطرقات المتدهورة ، حيث تشكل هاجسا يعيشونه يوميا وعلى مدار السنة، رغم نداءاتهم المتكررة للمنتخبين المحليين بقولهم «تعالوا إلى قريتنا عند تهاطل الأمطار و سترون بأنفسكم معاناتنا « وأشار السكان إلى تأخر أشغال تهيئة الطريق الرابط بين قريتهم ودائرة بالول على مسافة 13 كلم والتي انطلقت منذ قرابة سنة حسبهم موضحين أن الأشغال تنطلق كل مرة وتتوقف لأسباب مجهولة و هذه الوضعية أثرت عليهم بشكل كبير وزادت من معاناتهم وعزلتهم ، وتطرق السكان إلى مشكل نقص الإنارة العمومية و عليه يطالبون أيضا بتهيئة شبكة الإنارة العمومية . أين مشروع الكهرباء الريفية؟ و من جهة أخرى ناشد عدد من الفلاحين بالمنطقة الجهات الوصية من أجل تزويدهم بالكهرباء الريفية التي طال انتظارها وفتح المسالك الريفية في اقرب الآجال وهذا من أجل خدمة الأرض و الاهتمام أكثر بالفلاحة و هو القطاع الذي يميّز قريتهم بالإضافة إلى تحسين إطارهم المعيشي وتثبيتهم بالمنطقة . و واصل السكان سرد معاناتهم مع مشكل آخر و هو انعدام وسائل النقل، حيث أعرب السكان عن تذمرهم الشديد من هذه الوضعية التي منعتهم من التنقل إلى المناطق المجاورة فتراهم ينتظرون لساعات طويلة قبول أصحاب السيارات الخاصة المارة من هناك لنقلهم فالعيش في ظل انعدام و سائل النقل أصبح شبه مستحيل خاصة أن هذا الوضع ساهم في عزل القرية التي يزداد فيها العيش صعوبة بسبب نقص الخدمات الصحية فالقرية تتوفر على قاعة علاج تقدم خدمات بسيطة جدّا و طبيبها يزور مكتبه مرة في الأسبوع الأمر الذي يجبر السكان على قطع مسافات طويلة حتى لأبسط الأمراض نحو دائرة بالول التي تبعد ب13 كلم عن منطقتهم أو نحو بلدية عوف التابعة لولاية معسكر الذي يعرف الطريق الرابط ما بينها وبين القرية تدهورا كبيرا ،ويلتمس هؤلاء التكفل بانشغالاتهم و إخراج القرية من عزلتها التنموية. غياب المرافق و الطرقات و الإنارة وعبر شباب القرية كذلك عن سخطهم جراء التهميش الكبير الذي طالهم في غياب المرافق الرياضية و الشبانية فلا يوجد ملعب ولا مكتبة ولا دار شباب، إذ يجد شباب القرية المولع بممارسة كرة القدم و رياضات أخرى أنفسهم مضطرين إلى التنقل وقطع عشرات الكيلومترات إلى القرى والبلديات المجاورة من أجل مزاولة رياضتهم المفضلة، وأشار الشباب إلى وجود مساحة قرب قاعة العلاج تلقوا بشأنها وعودا لبناء قاعة متعددة النشاطات إلا انه لا جديد لحد الساعة . محلات مهنية غير موصولة بالماء و الغاز و الكهرباء كما اشتكى الشباب من البطالة التي تلقي بظلالها عليهم مما جعلهم عرضة للآفات الاجتماعية بشتى أنواعها، وعليه يناشد شباب القرية السلطات الولائية بضرورة الالتفات إليهم ورفع الغبن عنهم من خلال برمجة مشاريع رياضية و شبانية أو غيرها توفر مناصب شغل ، وطرحوا كذلك مشكل عدم ربط 27 محلا مهنيا بشبكات الماء و الغاز و الكهرباء ،فمنذ استلامها سنة 2010 ظلت غير مستغلة رغم أن المستفيدين منها حسب تأكيد بعضهم يدفعون ثمن الإيجار ، مطالبين بتوفير ضروريات العمل من اجل البدء في نشاطاتهم وهو ما من شانه أن يساعد الشباب البطال. كما يشتكي سكان القرية من عدم توفر منطقتهم على مكتب بريدي، كبقية قرى الولاية ، وقد أكد هؤلاء أن غياب هذا المرفق الهام اضطرهم إلى قطع مسافات بعيدة إلى مراكز البلديات المجاورة من اجل كشف الحساب او سحب النقود وهو ما أرهق السكان خاصة كبار السن، مطالبين الجهات الوصية بضرورة التدخل العاجل من خلال انجاز مكتب بريدي بقريتهم المعزولة.