الدكتور بوزيد بومدين يشيد بخصال الفقيد في كلمة تأبينية زهرة برياح ووري الثرى أول أمس بمقبرة عين البيضاءبوهران بعد صلاة الظهر جثمان الفقيد البروفيسور حمانة البخاري الذي توفي يوم الأربعاء الماضي إثر مرض عضال، وقد جرت مراسيم الجنازة بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي ووالي ولاية وهران وكذا الأمين العام للمجلس الإسلامي الأعلى الدكتور بوزيد بومدين، والسلطات المحلية والمدنية والعسكرية، و أيضا الأسرة الجامعية وجمع كبير من المواطنين الذين ربطتهم بالمرحوم علاقة طيبة . وفي الكلمة التأبينية التي ألقاها الدكتور بوزيد بومدين ،تحدث مطولا عن خصال الرجل و مساره الفكري والنضالي قائلا في رسالته للفقيد : * من يعوضك اليوم في نشر الأمل للأصدقاء وللطلبة.. ؟*، مؤكدا أنه كان محاورا جيدا على طريقة مشايخه الفلاسفة اليونانيين والمسلمين، كما استذكر الدكتور بوزيد مرحلة الشباب خلال الثمانينات، وكيف كان أستاذهم المرحوم حمانة عنيدا ووطنيا في موقفه اتجاه كل من كان يراهم يخدشون بمبادئ الثورة الجزائرية أو بالإسلام أو بالصحابة الأجلاء. كانت دموع بوزيد بومدين تخونه لفراقه أستاذه و صديقه حمانة البخاري و هو يقول : *يشهد لك أبناؤك الطلبة و أصدقاؤك الذين أحبوك و يفرحون بلقائك مبتسمين متمنين دوام اللقاء واليوم تفارقنا إلى الأبد، فرحمك الله وجعلك من الصديقين و الشهداء* ، مذكرا أن الرجل اختار الفكر و المدرج وتقليب صفحات العلم و في ال 20 عاما الأخيرة من حياته ، قضى وقته في خلوة في مكتب متواضع جدا ، اتخذه طلبته وأصدقاؤه مزارا يوميا حتى يجددوا له عهد * المشيخة * ، فكان مكتبه منتدى للعلم و الحديث عن السياسية و الحياة اليومية ، وأضاف بوزيد قائلا : *عشقت ثورة بلدك ، وعشقتها فكرا و أصلا إنسانيا وقدمتها أطروحة، فلم تعد أحداثا و زمنا فقط بل هي قيم إنسانية و فلسفة للوجود *. أمنيته الوحيدة زيارة بيت الله وكان يكتفي حمانة حسب بومدين بأكل بعض التمر و القليل من الحليب ، مبرزا روح الرجل التي كانت توزع الابتسامة و الفرحة على الجميع، حيث عاش زاهدا في حياته و في المناصب، لكن كانت أمنيته الوحيدة زيارة بيت الله و مسقط رأسه قمار (ولاية الوادي) . وأبرز العديد من أصدقائه الذين حضروا جنازته أو كتبوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن الفقيد كان مصدرا للسعادة، زارعا للأمل و البسمة لكل من عرفه.كما كان الراحل، وهو أب ل 3 أبناء، عضوا في المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني وممثل الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين في القاهرة (مصر). وقد عمل البروفيسور حمانة البخاري الذي يعد من مواليد عام 1937 بمدينة قمار (الوادي) كصحفي بوكالة الأنباء الجزائرية وشغل منصب رئيس مكتب الوكالة في القاهرة والشرق الأوسط من 1966 إلى غاية 1972، وكتب العديد من المقالات الهامة بجريدة الجمهورية . ويعتبر البروفيسور حمانة البخاري أول من أنشأ قسم علم النفس والفلسفة (1972-1980) في جامعة وهران ،والذي درس فيه منذ استحداثه. وقد مثل الفقيد الذي كان عضوا في الجمعية الدولية للفلسفة الجزائر في العديد من المؤتمرات الدولية ذات الصلة بهذا المجال.وفي ماي 2017 حظي المرحوم بتكريم من طرف جامعة وهران تقديرا وعرفانا لمساهمته العلمية وتطوير التعليم والفلسفة في الجزائر . والفقيد لديه عشرات المؤلفات في الفكر والفلسفة والتاريخ وأشرف على مئات رسائل الماجستير والدكتوراه ، من بينها * القرآن و الثورة ،الإدراك الحسي عند الغزالي ،التعلّم عند الغزالي ،ابن خلدون حياته و أثر، فلسفة الثورة الجزائرية ، أراء حول الدنيا والدين * .