انتقل يوم أمس، إلى رحمة الله الدكتور «البخاري حمانة»، أستاذ التعليم العالي بجامعة وهران في الفلسفة، بعد مرض عضال ألزمه الفراش. ولد الفقيد بمدينة قمار بوادي سوف و بعد دراسته الابتدائية انتقل إلى جامعة الزيتونة بتونس و منها توجه إلى جامعة القاهرة أين درس تخصص فلسفة، ثم واصل دراسته بجامعة باريس قبل العودة إلى أرض الوطن، ليلتحق بجامعتي الجزائر و وهران من 1972 إلى 1995. اشتغل الفقيد رئيسا للاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريينبالقاهرة و عضو اللجنة التنفيذية و موظفا بالسفارة الجزائريةبالقاهرة ، قبل أن يعين مديرا لوكالة الأنباء الجزائريةبالقاهرة و المشرق العربي ثم رئيسا لدائرة علم النفس وعلوم التربية ، ثم مديرا لمعهد الفلسفة . وترك المرحوم العديد من المؤلفات الفردية و المشتركة، كما كان عضوا مؤسسا لعدد من الجمعيات و المؤسسات، يضاف إلى ذلك رئاسة اللجنة العلمية للعديد من المجلات العربية و الدولية المتخصصة في العلوم و الثقافة . و قد أجمع كل من عرف الراحل، على أن البروفسور بخاري كان بالفعل أيقونة نضالية و جهادية سامقة قبل و بعد الثورة التحريرية كما عرف عنه تعدد علمه وتخصصاته، حيث ساهم في تأسيس قسمي الفلسفة و علم النفس، زيادة على اشتغاله صحفيا متمرسا في جريدة "الجمهورية" لعدة سنوات، إذ لا تزال العديد من كتاباته و مقالاته الافتتاحية، شاهدة على نظرته الاستشرافية الثاقبة و تحليلاته البعيدة الصائبة، حيث يوصف ب"القامة الجزائرية الرفيعة"، التي أثرت ساحتنا الفكرية بالعلم والمعرفة والتأليف و التدريس، زيادة على أنه كان مناضلا قديما في "جبهة التحرير الوطني" و كان من بين الطلبة الأوائل الذين تحصلوا على منحة جامعية و جواز سفر وطني للدراسة خارج الوطن (القاهرة مصر)، فضلا عن مهام أخرى، جعلته لاحقا "صوتا فلسفيا جزائريا هاما في عدة بلدان من العالم".