فقدت السّاحة الفكرية الجزائرية أمس المُفكر الكبير مُؤسّس قسم الفلسفة بوهران البروفيسور بخاري حمانة، والذي وافته المنية بمستشفى أول نوفمبر بعد مرض عضال ألزمه الفراش فترة طويلة . كان البروفيسور بخاري حمانة فيلسوفا كبيرا وباحثا مقتدرا عن جوهر المعرفة والأخلاق، له مكانة هامة في المشهد الفكري الجزائري والعربي وحتى الدولي، حيث أنه يملك في رصيده الكثير من الكتابات القيمة والمقالات الجادة التي طالما ترجمت نظرته الاستشرافية الثاقبة وتحليلاته البعيدة الصائبة في جل التخصصات، علما أنه قدم البعض منها بجريدة الجمهورية التي كان يعمل بها كصحفي متمرس لعدة سنوات. وما يمكن الإشادة به أيضا أن الفقيد بخاري حمانة كان من أبرز المناضلين قبل وبعد الثورة التحريرية المباركة، حيث التقى شخصيات عديدة لا يستهان بها وزعماء عرب وأجانب كبار منهم الرئيس الراحل هواري بومدين ، جمال عبد الناصر، ، المرحوم ياسر عرفات، العقيد معمر القذافي، صدام حسين، عبد الكريم الخطابي، قائد الثورة الإيرانية السابق الإمام الخميني..وغيرهم.. ساهم بخاري حمانة في تأسيس قسمي الفلسفة، وعلم النفس، وكان عضوا فاعلا في الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين بتونس 1955- 1960، ثم رئيسا لمكتب القاهرة للاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين 1962- 1964، فعضوا للجنة التنفيذية للاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين 1963، دون أن ننسى تقلده منصب موظف متعاقد بالسفارة الجزائرية (قسم الجامعة العربية) 1964- 1966، ثم مديرا لمكتب وكالة الأنباء الجزائرية بالقاهرة والمشرق العربي 1966- 1972، .. كان أيضا مناضلا قديما في *جبهة التحرير الوطني*، وكان من بين الطلبة الأوائل الذين تحصلوا على منحة جامعية، وجواز سفر وطني للدراسة خارج الوطن (القاهرة مصر)، فضلا عن مهام أخرى، جعلته لاحقا *صوتا فلسفيا جزائريا هاما في عدة بلدان من العالم.