عرض أمس الأربعاء بقاعة سينما *شندرلي * بتلمسان الفيلم الوثائقي * على آثار المحتشدات * للمخرج سعيد عولمي، وهو عمل تاريخي يعكس مظاهر التعذيب التي ارتكبت ضد الشعب الجزائري إبان الاستعمار الفرنسي، حيث صوّر المخرج الوضع المزري الذي عاشه الجزائريون من تنكيل وقمع في حق النخب والأطفال والمجاهدين. وقد أخذ سعيد عولمي نماذج حية من منطقة الأوراس كأول جهة جزائرية بنيت على مستواها المراكز و أخرى بالبويرة ، ثم سيدي بلعباس و البيض ، كما تحدث العرض السينمائي عن المعتقلات التي أنشأها المستعمر الفرنسي من أجل تعذيب المجاهدين وقتلهم جماعيا، وأشار الفيلم إلى تسجيل 3 ملايين جزائري تم تهجيرهم من المداشر نحو مراكز الحجز و العبور للتعذيب و الاستنطاق. الفيلم الذي استغرق عرضه مدة ساعة و 14 دقيقة ارتكز أيضا على المعالجة الأكاديمية والمقاربة، ورصد مجموعة من الشهادات الحية للمجاهدين والمؤرخين من داخل و خارج الوطن، حيث قال المخرج عولمي إن *ميشال روكار* هو أول فرنسي قام بتحقيق ميداني عن المعتقلات سنة 1958 ، حين كان طالبا و أحدث به ضجة إعلامية زعزعت كيان السلطات الفرنسية سنة 1959 ، حيث أنه كشف عن ملف خطير حول التعذيب ،و لم يصدر هذا التقرير للرأي العام إلا سنة 2003 ، وعليه فقد استغل المخرج فرصة اللقاء بهذا الفرنسي لدعم الذاكرة الجماعية لتاريخ الجزائريين، مستندا أيضا على شهادات بعض الفرنسيين الذين أثروا حقيقة هذه المحتشدات . و حسب المخرج سعيد عولمي فقد عرض الفيلم الوثائقي ببعض جامعات الجزائر العاصمة و بفرنسا أمام الأجانب الذين تأسفوا لهذه الجرائم، رافضين ما قامت به فرنسا في حق الأبرياء، لاسيما و أن الفيلم كان مدعما بوثائق رسمية تم عرضها لأول مرة في التاريخ، وقد أخذها المخرج من الأرشيف الفرنسي