تم ظهيرة أمس بكراسك وهران، عرض الفيلم الوثائقي *العمل الإنساني في قلب حرب التحرير*، بحضور المخرج سعيد عولمي وممثلة عن الصليب الأحمر الدولي ليندة بوعلي، باعتبار أن هذه الهيئة هي منتج الفيلم، فضلا عن كوكبة من الأكاديميين والباحثين والإعلاميين. هذا العمل الإبداعي الجديد الذي تبلغ مدته 42 دقيقة، الذي يتحدث عن جزء هام من تاريخنا المجهول، تحدث فيه المخرج عن الدور الذي لعبه الصليب الأحمر، لصالح المعتقلين الجزائريين في سجون الاستعمار الفرنسي من فبراير 1955 إلى جويلية 1962 حيث قامت اللجنة المتواجدة بجنيف ب10 بعثات تحقيق، للوقوف على شروط حياة السكان الذين قام الاستعمار الفرنسي، بتجميعهم في محتشدات بالجزائر، ووضعية اللاجئين في الحدود التونسية والمغربية ومصير المحتجزين والمعتقلين الجزائريين في السجون الفرنسية. وقام سعيد عولمي في هذا الفيلم، باستعراض المراحل الأساسية التي عرفها العمل الإنساني استنادا إلى وثائق الأرشيف المحفوظ بمقر الصليب الأحمر بسويسرا، وتسجيل شهادات لشخصيات عايشت وقائع هذه الأحداث، على غرار المفوضين السابق للجنة *بيار غايارد* الذي توفي مؤخرا، والمؤرخ الفرنسي بونيون ورئيس * سي إي سي آر* (CICR) في الجزائر : عسكر أوماربيكوف ومحتجزين جزائريين بقوا على قيد الحياة، بفضل التدخلات التي قام بها أفراد الصليب الأحمر وقتذاك. كما وثق المخرج سعيد عولمي بعض الشهادات لقدامى قيادات *جبهة التحرير الوطني* على غرار رضا مالك رئيس الحكومة و الناطق الرسمي لوفد جبهة التحرير الوطني خلال مفاوضات اتفاقيات إيفيان، ووزير الشؤون الخارجية الأسبق محمد بجاوي. واعترف المعتقلون القدماء في هذا الفيلم الوثائقي بالدعم الذي وفرته لهم المنظمة في الدفاع عن القانون الإنساني الدولي وتحسين ظروفهم في المحتشدات الاستعمارية. حيث نجح الصليب الأحمر، خلال تأدية مهامه في الحصول بانتزاع اعتراف من فرنسا، بصفة *سجين الحرب* لصالح محاربي جيش التحرير الوطني. وتحرير المعتقلين الجزائريين في تلك الفترة. هذا وكشف المخرج سعيد عولمي، في النقاش الذي أداره الباحث في مركز البحث في الانثروبولجيا الاجتماعية والثقافية *كراسك* أن الصليب الأحمر قام ب590 زيارة لأماكن الاعتقال، للسلطات الاستعمارية عبر التراب الوطني وبفرنسا. وأنه تم الاطلاع على 60 علبة أرشيف، خاصة بهذا العمل الوثائقي، موضحا أنه حاول خلال تأدية عمله، التركيز على 5 عناصر : الأرشيف المكتوب، الأرشيف السمعي البصري، الشهادات، الاستجواب واستنطاق الأماكن. مشيرا إلى أن هذا العمل تطلب 3 سنوات من العمل، وأنه جد فخور بالعمل الذي قام به، لاسيما وأنه نال ثقة الصليب الأحمر في إنجاز هذا الفيلم، وهو ما يؤكد الكفاءة والمكانة التي لا يزال يتمتع بها الجزائريون في داخل وخارج الوطن.