تتأهب الواحة الحمراء بتيميمون لتنظيم الطبعة ال 12 للمهرجان الثقافي الوطني لأهليل ، المزمع تنظيمها خلال الفترة الممتدة بين 28 و 30 ديسمبر الجاري . حيث ستكون الدورة مهداة لروح شيخ أهليل الصديق مولاي سليمان أحد رواد البحث في التراث اللامادي، الذين ساهموا بشكل بارز في جمع وتوثيق تراث أهليل ،وذلك بمشاركة أزيد من 24 فرقة فلكلورية متخصصة في فن أهليل، من بينها فرق للأشبال والبراعم و 14 فرقة أخرى تساهم في تنشيط المحيط بالوان تراثية مختلفة على غرار ،الحضرة ، البارود ، قرقابو ،زمار بوعلي وغيرها ، كما ستشهد الطبعة تنظيم ندوة فكرية بعنوان « الليل ومحكي الازلوان « مقاربة في تراتيبية طقس الآداء الليلي لأهليل . وفيما يخص فن أهليل كتراث ثقافي عريق، فقد أكد الباحث والأستاذ بن زايد محمد السالم أن مسالة عدم انتشار تراث أهليل في العالم ، تحتاج إلى بحوث معمقة للوصول إلى الأسباب الحقيقية للظاهرة، موضحا أن هذا الفن يعتمد على قصائد منظومة باللسان الزناتي ،ولم يتم تدوين هذا التراث إلا حديثا ،وذلك مع بداية سبعينيات القرن الماضي ،حيث استعملت الحروف العربية ،اللاتينية وحتى التيفيناغ . ورغم عدم تناول كتاب المخطوطات قصائد أهليل في موضوعاتهم ،إلا أن هذا التراث لم ينقرض واستمر لقرون عدة ينتقل من جيل إلى جيل شفهيا ،وبرغم هذا الصمود الذي استمر طويلا إلا أنه بدا في الاضمحلال خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، حتى كاد ينقرض ،وذلك بسبب الإهمال والنسيان الذي تعرض له بفعل تحولات اجتماعية وسياسية ،لولا الجهود الكبيرة التي قام بها الباحث الانثربولوجي الراحل مولود معمري رفقة شيخ الازلوان الصديق مولاي سليمان الذي توفي شهر سبتمبر الماضي ،ما جعل « اليونيسكو « تعترف به سنة 2005 ضمن بدائع التراث العالمي غير الملموس . وأعاد اهتمام « اليونسكو « بفن أهليل الحياة إليه من جديد ،وتعددت الفرق الفنية التي تؤديه بشكل متزايد ، وهي تشمل فرق النساء والرجال والأشبال ،ليتم تأسيس مهرجان سنوي خاص به انطلق سنة 2007 ، وفي عام 2012 صدرت « انطولوجيا أهليل « أنجزها الباحث الأستاذ بن زايد محمد السالم، دوّن فيها الكثير من القصائد المتوفرة في هذا الفن ،مع ترجمتها إلى العربية ،وهي التي تؤدى بالزناتية إحدى لهجات اللغة الأمازيغية .ليصبح أهليل هو صورة قورارة وسفيرها الثقافي .