إنطلقت عشية الأربعاء بمدينة تيميمون (220 كلم بشمال ولاية أدرار) فعاليات الطبعة السادسة للمهرجان الوطني آهلليل بمشاركة أزيد من 30 جمعية تهتم بالتراث والفلكلور والفن من داخل وخارج الولاية. وتندرج هذه التظاهرة الثقافية -التي تقام سنويا بعاصمة منطقة قورارة تحت إشراف وزارة الثقافة -ضمن المساعي الرامية إلى الحفاظ على طابع آهلليل باعتباره "تراثا عالميا شفهيا إشتهرت به المنطقة منذ القديم"من خلال إبراز نشاط الجمعيات المحلية المهتمة به و تمكين الجمهور و السياح من التعرف عليه -كما أوضح محافظ المهرجان السيد سليمان أويدن. وستشكل "عملية التوثيق" الميزة الأساسية لهذه الطبعة "للإنتقال بهذا التراث اللامادي من الجانب الشفوي أو الفلكوري إلى الجانب المكتوب أو المدون"مما سيساهم في الحفاظ عليه و جعله في متناول الباحثين والمهتمين بمجال التراث. وفي هذا الصدد قامت محافظة المهرجان بجمع عدد معتبر من القصائد التي نظمها رواد آهلليل بإقليم قورارة ضمن مؤلف للأستاذ الباحث بن زايد محمد سالم أحد أبناء المنطقة المهتمين بهذا التراث العريق -كما ذكر نفس المصدر. كما تم ضمن نفس الجهود إنشاء موقع إلكتروني على شبكة الإنترنيت باللغتين العربية و الفرنسية يتضمن مختلف الوثائق المنجزة خلال الطبعات الخمسة السابقة ليكون "نافذة إعلامية و معلوماتية عبر العالم "خاصة و أن طابع آهلليل مصنف كتراث عالمي شفهي من طرف منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو ) منذ 2005 كما أضاف السيد أويدن. و قد شهد حفل افتتاح هذا الحدث الثقافي والتراثي الذي أقيم بساحة أول نوفمبر بالواحة الحمراء مدينة تيميمون تقديم عروض شيقة لعدد من الفرق الفلكلورية و الفنية المشاركة في التظاهرة على غرار فرقة "نجوم الفلكلور الشعبي " لمنطقة قورارة و فرقة "بنات المغرى" لآهلليل و فرقة "الركبية" التابعة لبلدية تسابيت و فرقتي " بارود محارزة " و " زمار بوعلي " بالإضافة إلى فرق المهاري و الفروسية التي أنعشت الأجواء بمشاهد تقليدية . كما ساهمت ثلاث فرق فنية من خارج ولاية أدرار في تنشيط هذا المشهد الإحتفالي الذي حظي بمتابعة واسعة للجمهور الحاضر سيما من السياح الوطنيين والأجانب و يتعلق الأمر بكل من فرق "البالي" التابعة لدار الثقافة لولاية تيزي وزو و "قعدة الواحد" من ولاية بشار و فرقة "تغليف" من ولاية تمنراست. ويتضمن برنامج المهرجان الوطني آهلليل في طبعته السادسة والذي ستتواصل فعالياته إلى غاية نهاية الشهر الجاري تنظيم منافسة للفرق المختصة في طبع آهلليل المحلية وتكريم أحسن أداء لهذا الطابع و عي المنافسة التي ستقام على مستوى مسرح الهواء الطلق بتيميمون. كما برمجت ندوة أكاديمية حول تراث آهلليل تحت عنوان " آهلليل بين جماليات النص الشعري و التميز الإيقاعي " التي ستنشطها ثلة من الأساتذة والباحثين الجامعيين المختصين في مجال التراث والثقافات الشعبية -كما ذكر المنظمون. وتحولت هذه التظاهرة الثقافية والتراثية التي تتزامن مع العطلة المدرسية الشتوية و الإحتفالات بأعياد نهاية السنة منذ اللحظات الأولى من افتتاحها إلى فسيفساء من الألوان واللوحات الفنية والفولكلورية التي تعكس زخم التراث الأصيل الذي تشتهر به منطقة قورارة بكل ما ترمز إليه من عادات وتقاليد إجتماعية راسخة.