تستعد تيميمون بأدرار لتنظيم الطبعة ال 11 للمهرجان الثقافي الوطني لأهليل، وذلك خلال الفترة الممتدة بين 27 و 30 ديسمبر الجاري، حيث ستكون الدورة مهداة لروح الكاتب و الباحث مولود معمري رائد البحث في التراث اللامادي بمناسبة مرور 100 سنة على ميلاده، وذلك بمشاركة أزيد من 40 فرقة فنية ، و إصرار كبير من قبل المحافظة لإعطائه طابعا سياحيا ،بما أن المنطقة باتت الوجهة المفضلة للسياح المحليين والأجانب في هذه الفترة التي تتزامن مع احتفالات رأس السنة الميلادية، كما ستشهد الطبعة .تنظيم ملتقى وطني حول جهود الراحل مولود معمري ودروه في خدمة التراث اللامادي بالمنطقة . و تتميز منطقة قوراره عن غيرها من باقي مناطق الجزائر بهذا النمط الفلكلوري الفريد من نوعه ، حيث بقي حكرا على المنطقة التي نشأ فيها منذ قرون ، ولم ينتشر في مناطق أخرى من العالم بل وحتى في داخل الوطن ،وهذا على غرار بعض الأنماط الموسيقية الأخرى، أما تراث أهليل فلن يتم تقديمه بدون زناتة منطقة قوراره ، حيث أكد الباحث في التراث المحلي الأستاذ بن زايد محمد السالم أن هيمنة الإنجليزية على العالم هي التي جعلت موسيقى البوب تنتشر بهذا الشكل بدليل انتشار أنماط أخرى لا تعتمد على الإنجليزية في قاموسها كموسيقى الفلامنكو مثلا ،حيث توجد في الجزائر مثلا ،فرقة " تريانا " تؤدي هذا النمط ، موضحا أن مسألة عدم انتشار تراث أهليل في حد ذاتها تحتاج إلى بحوث معمقة للوصول إلى الأسباب الحقيقية للظاهرة . و يعتمد تراث أهليل على قصائد منظومة باللسان الزناتي ،ولم يتم تدوين هذا التراث إلا حديثا ،وذلك مع بداية سبعينيات القرن الماضي، حيث استعملت الحروف العربية ،اللاتينية وحتى التيفيناغ . ورغم عدم تناول كتاب المخطوطات قصائد أهليل في موضوعاتهم ، إلا أن هذا التراث لم ينقرض واستمر لقرون عدة ينتقل من جيل الى جيل شفهيا ، وبرغم هذا الصمود الذي استمر طويلا إلا أنه بدأ في الاضمحلال خلال الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الماضي، حتى كاد ينقرض ،وذلك بسبب الإهمال والنسيان الذي تعرض له بفعل تحولات اجتماعية وسياسية ، لولا ظهور رجل أنقذه من الانقراض ، وهو الراحل مولود معمري او كما يلقبه سكان منطقة قوراره ب " الدا مولود " .