البرد القارص وصعوبة تحمل هذا الطقس داخل الأقسام، أخرج العديد من التلاميذ ببعض المؤسسات التربوية بالولاية إلى الشارع حيث نظم الكثير من التلاميذ بداية هذا الأسبوع عدة وقفات احتجاجية مطالبين بتحرك الجهات المختصة لتدارك النقص الذي تعرفه عدة مدارس و التي منها ما شُيد حديثا بلا مدفآت ومنها ما تعطل والمثال من مدرسة الشهيد « بن زرقة جلول « وثانوية السعادة بالشلف التي فتحت أبوابها منذ 12 سنة ومنذ ذلك الوقت وهي بدون تدفئة ، حيث أكد تلاميذها المحتجون أنهم سئموا الانتظار والوعود المقدمة إليهم والقاضية بتجهيز حجرات الدراسة هذه السنة بأجهزة التدفئة، ولكن دون جدوى وبقائها سوى وعود، بالرغم من انخفاض درجات الحرارة بها، فالوضع حسبهم أصبح لا يطاق ولا يحتمل، وجراء هذا الوضع خرج التلاميذ للتعبير عن حقهم المشروع، بالرغم من تواجد الثانوية وسط مدينة الشلف ، و كما هو الحال بالنسبة للمدرسة الابتدائية الشهيد « بن زرقة جلول « والتي شيدت في سبعينيات والمتواجدة ببقعة تمزقيدة ببلدية بني حواء، لا تزال تعتمد على أجهزة التدفئة التي تعمل بالمازوت ، رغم خطورة هذه المادة على صحة قرابة 230 تلميذ وتلميذة ، والتي تفرز دخان و روائح كريهة داخل حجرات الدراسة، هذا بالإضافة إلى استهلاك هذه الأجهزة لمادة المازوت ، وهو الأمر الذي يؤدي إلى توقفها في غالب الأحيان نتيجة عدم توفر مادة المازوت في هذه القرى النائية والمعزولة، فضلا عن اهترائها وتعطلها ، ما يجعل الدراسة صعبة وشبه مستحيلة في هذه الأقسام التي تتحول إلى غرف للتبريد بمجرد توقف المدفئات عن الخدمة، فغياب هذه الأخيرة حسب الكثير من الأولياء انعكس سلبا على صحة أبنائهم خاصة مع الانخفاض المستمر لدرجات الحرارة في مثل هذه المنطقة الجبلية والباردة، بحيث تسبب هذه الوضعية في ظهور حالات التبول اللاإرادي في أوساط الكثير من التلاميذ، وظهور أمراض ضيق التنفس ، جراء رائحة مادة المازوت المحروق، وأمام هذه المعاناة التي تشهدها عديد المدارس ، وجراء كثرة الاحتجاجات سارعت مصالح مديرية التربية الى زيارة هذه المؤسسات ، وكحل ترقيعي تم تزويد البعض منها بأجهزة تعمل بالكهرباء ، وأكدت ذات المديرية سعيها بالتنسيق مع مختلف الهيئات كالبلديات ومديرية التجهيزات العمومية لتوفير التدفئة وصيانة الأجهزة المعطلة.