لا زلت على قيد الموت أستشف لون الحياة يجلدني الترقّب كالملح المرّ هنا يزهر صمتي كنوّار الثلج أوقد جمرة القلب لمن يرقُصن على حافّة النار من يحفل بالغريبة تستجدي شمسا معتمة تشرع عريها سترا لهذا الزمن المبهم هنا الزمن المحنّط يستضيء بالعتمة وما صدئ من الذاكرة أتدري أنه يتيم هذا الزمن يا عصيّ الروح يا أيها الأندلسي المفتون مفضوحة قاماتك والفصول كسيحة أيها الموز ّع على عتبات الطفولة أيها الموزّع على عتبات الفرح أيها الموز ّع في ماء البدء أيها الموز ّع على مواويل الشوق طفح الخراب من قال أنك عريس الوهم أغمضِ العين قليلا كمن يبتل ّ بشهوة الصمت أزِحِ الغبار عن صفائك أيها المتلبس بالغياب أول مائك لم يكن عكرا أول مائك لم يكن عفنا أول مائك لم يكن قحطا أول مائك لم يكن يباسا أول مائك لم يكن خرابا أول مائك لم يكن عطشا أول مائك لم يكن جوعا أول مائك لم يكن سرابا هنا سقط ظلّي ارتعشت الأرض ترفع عنها التراب ينهمر دمعها موتا بطيئا أتدري أ ّنني غازلة النور لمّا تكتسي وجهك لغة الفصول كمن بها مسّ من الحسرة أنغمس في عطر الأمهات المتألقات في الغصّة المختبئات في حنايا الجمر معتقة ٌ أنا في عرق الجدات الهاربات من محاكم التفتيش يفتّتن أحزمة العِفّة أيها الراسخون في الكذب والكذب ثم الكذب والكذب قطفت ُ الأيام عنوة أراودها غازلة أزلية كمن تهوى غزل الفرح أتدري أيها المتأهب دوما للرحيل أ ّنني شاهدة على جنازتي طوّقتها حد التّجلي حتى أني حملُتني في رحيل دمي أتدري أيها المتدفّق في سماوات الرحيل الأول أنني وهبت الحياة أشرعة وهبتها ألقًا حتى من تحت الكفن