أكد الشيخ أبو بكر شعيب من قرية مرسى الحجاج أنه كثيرا ما يتطرق لموضوع ممارسة الشعوذة كظاهرة استفحلت بالمنطقة ومختلف أنحاء الوطن، وبحكم أنه يعرف بعض المشعوذين في المنطقة الذين لديهم أقارب و أهل لا ذنب لهم فيما يمارسونه من شعوذة ، فإنه يتجنب ذكر الأسماء ، حيث يقول : « عندما أقدم موعظة ما ، أتحدث عن مساوئ الشرك والشعوذة وهم يسمعون ، دون أذيتهم .. ونحن من منبركم الشريف ندلي بشهادتنا بحكم أننا نطرق بيوت الناس لإصلاح ذات البين نرى ونسمع ما يبكي القلب ويحزن الروح للأذى الكبير الذي تعانيه الأسر والعوائل من السحر الذي يعد آفة اجتماعية كبيرة وهو من الموبقات» أي المهلكات» لما فيه من هلاك للناس وأموالهم وتفريق الأهالي والأزواج وتفشي الفساد في المجتمع ، وهو موجود رغم حرمته منذ بداية العصور ولا يزال في انتشار رغم تطور الفكر والعلم والتكنولوجيا. إذ يتجه الناس نحو المشعوذين لمعرفة ما يخفيه الغيب أو من أجل تحسين ظروفهم أو زيادة رزقهم أو غيرها من الأمور التي لا يملك مفتاحها إلا خالقها، .والعجيب في الأمر أن الجهل ساد في زماننا حتى على العقول المثقفة وذات المكانة في المجتمع، فأصبح الطبيب والمحامي والقاضي وغيرهم من ذوي المراكز الراقية يلجؤون إلى الشعوذة ، وهذا أمر مؤسف لأنهم يميزون أكثر من غيرهم بين الحلال والحرام والخطأ والصواب، والأجدر بهم أن يحترموا مكانتهم وأن لا ينزلوا بأنفسهم إلى مستوى العرافين، هؤلاء الكفرة، الذين يتعاملون مع الشيطان و يحترفون الكذب والتلاعب بأحاسيس الناس ونهب أموالهم و لا يتبعهم إلا ذوي العقول الصغيرة ، وأسباب انتشار الشعوذة هي ضعف الإيمان، وقلة الصبر ونقص الوعي .