الشعوذة سبيل للنصب والاحتيال على ضعاف النفوس أحياء يستحوذ عليها المشعوذون ...والاستقبال بالملايين رغم التطور الفكري والتكنولوجي الذي نعيشه في الألفية الثالثة إلا أن بعض العقول اتسمت بالبدائية والتحجر وللأسف بحيث لازالت بعض الأمور الشركية منتشرة في مجتمعنا وبكثرة لدى أناس أضاعوا طريقهم الى الله تعالى وطرقوا أبواب الشرك لدى العرافين أو كما يعرفون ب (الشوافين) أي هؤلاء الدين يتشاركون مع الشيطان ويزعمون التطلع إلى مستقبل البعض وفك همومهم بغرض الاستيلاء على أموالهم وانتهاز الظروف الصعبة التي يمرون بها للانقضاض على جيوبهم من باب النصب والاحتيال. نسيمة خباجة لازالت بعض الظواهر منتشرة في مجتمعنا وهي التي تعود إلى الجاهلية الأولى ولعل أخطرها أمور السحر والشعوذة وأذية الغير والشرك بالله تعالى بحيث يستمر البعض في افعالهم الشنيعة رغم الصحوة الدينية ويتم الأمر باللجوء إلى محلات هؤلاء التي لازالت منتشرة ومنهم من يمارس الحرفة في بيته ويستقبل العشرات من الزبائن في اليوم بحيث أضحت الشعوذة سبيلا للثراء لاسيما وأن من العرافين من يشترطون مبالغ معتبرة في الحصة الواحدة التي تتبعها العشرات من الحصص الأخرى لأجل جني المال بغير وجه حق واللعب على عقول السذج . أحياء يحتكرها العرّافون يستعصى على البعض تصديق أن هناك احياء ومداشر يستولي عليها هؤلاء العرافين وهي معروفة ببعض الولايات وتكون هناك محال محاذية لبعضها البعض من اجل ممارسة طقوس الشعوذة والسحر والعياذ بالله وتعرف ترددا من طرف البعض لقراءة الطالع ومعرفة المجهول حسبهم وهناك حتى من يقصد أدية الغير بتلك الأفاعيل الشركية الباطلة وتحكي إحدى السيدات أنه بولاية غربية هناك ناحية احتلها المشعوذون والمشعوذات ويعرضون خدماتهم على العابرين من هناك دون خجل ويطلبون مبالغ باهظة على الحصة الواحدة تتعدى 9000 دينار كما يوصون الزبائن بالعودة والاستمرار لأجل تحقيق النتيجة الايجابية وذهاب الهم عنهم وزواله وبالفعل يصدقهم البعض ويترددون على محالهم ويجلبون بعض الأشياء التي يشترطونها عليهم كالبيض وأحيانا جلود بعض الحيوانات كالثعلب والثعبان وبعض المساحيق والحشائش المستعملة في الشعوذة والزبائن يطبقون ما يمليه عليهم العرافون تطبيقا صارما لأجل تحقيق النتيجة المبتغاة والتي تختلف باختلاف مآرب الزبون. حتى المثقفون يلجؤون إلى الشعوذة الغريب في الأمر أن عالم الشعوذة في المجتمع الجزائري كعالم مشبوه أضحى يجذب حتى الطبقة المثقفة وإطارات شبعت عقولهم من العلم ومن الاضطلاع على أمور الدين والدنيا إلا أنهم سلكوا تلك الطريق طمعا في تحقيق أهداف لطالما طمحوا إليها واستعدوا الى دفع الملايين للحصول على ترقية أو نفوذ وغيرها من الأهداف بحيث صار يطرق أبواب هؤلاء أشخاص متعلمون دون خجل من اجل وضع الطلاسم لتسهيل الخطوات حسب زعمهم وجلب الحظ السعيد في كل المهام الملقاة عليهم وعن هذا تحكي سيدة عن زميلتها المتعلمة التي تخرجت من الجامعة بشهادة ليسانس إلا أن الماديات أعمت بصرها وبصيرتها وحاولت الحصول على ترقية في عملها لم تستطع فطرقت باب إحدى العرافات التي سلبت منها الملايين دون أن تُحظى في الأخير بأي ترقية وندمت أشد ندما بعد أن اتبعت طريق الظلال وأشركت بالله سبحانه وتعالى. سحرة ينتهكون حرمة المقابر لم تسلم حتى المقابر في مجتمعنا من تلك الأفعال بحيث تجرأ بعض السحرة المشركون على المساس بحرمتها وقدسيتها واستعمال بعض أشياء الميت في الشعوذة دون أن ننسى دفن بعض الطلاسم والصور في القبور وأذية الناس بتلك الأفعال الشركية التي تعد من الكبائر في الإسلام وما كشفته حملات تطهير المقابر التي تعقدها الجمعيات هنا وهناك أكبر دليل على تعدي المشركين بالله على المقابر ونبشها واستعمال مستلزمات الميت كالكفن وماء الغسل والحناء والصابون في أمور السحر وهي الأمور التي تتنافى مع أعراف مجتمعنا وديننا الحنيف إلا أنها طابوهات مستمرة في مجتمعنا حتى أصبحت مستلزمات الميت تباع في المزاد لهؤلاء ويظفر بها من يدفع أكثر ولم تسلم حتى مصالح حفظ الجثث على مستوى المستشفيات من تلك الأمور المشبوهة واقتناص الفرص لأجل البزنسة في مستلزمات الميت حسب ما كشفه الواقع في الكثير من المرات بحيث لحقت تلك الأمور حتى إلى التعدي على الموتى وعلى المقابر لأجل خدمة الشيطان والعياذ بالله. الشعوذة من الكبائر في الإسلام الشرك بالله هي من الكبائر في الإسلام ومن الموبقات السبع التي يعاقب عليها الله تعالى ولا يشم مرتكبها ريح الجنة وهناك الكثير من الآيات والأحاديث التي نهت عن تلك الأمور الشركية بل السحر والشعوذة من الشرك الأكبر لأن ادعاء علم الغيب دون الله عز وجل هذا كفرٌ أكبر والواجب على المؤمن أن يتقيد بالأمر الشرعي وأن يحذر ما نهى الله عنه والله يقول سبحانه: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} فالغيب عنده سبحانه وهو الذي يعلمه جل وعلا وليس عند المنجمين والسحرة والكهنة ونحو ذلك ممن يدعون علم الغيب. وقوله جل وعلا : {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} فالساحر كما أخبر الله تبارك وتعالى لا يفلح أبداً فهو خائبٌ خاسرٌ في الدنيا والآخرة وهذه الآية تقوِّي في قلب المؤمن التوكل على الله والثقة به سبحانه وتعالى لأن الله عز وجل أخبر أن الساحر لا يفلح وقد قال الله سبحانه: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَد إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} فهذا يقوِّي في العبد التوكل على الله والثقة بالله سبحانه وتعالى وعدم التفات القلب إلى السحرة وأعوانهم خوفًا منهم أو نحو ذلك بل يكون على ثقة بربه وتوكل على مولاه جل وعلا يزداد إيمانًا وثقةً بالله وتوكلًا عليه وحده إيمانًا بأنه لا يمكن أن يضرّه شيء إلا بإذن الله تعالى فهو إليه وحده يلجأ وعليه وحده يتوكل وبه وحده يستعين.