عبد الله صاحب محل لبيع الأعشاب و العطور، صاحب تجربة في المجال فاقت ال 20 سنة، كشف لنا أن عشرات من الزبائن يلتحقون بمحله يوميا لشراء مواد مختلفة خاصة بالتجميل وغيرهم يطلبون كميات من التوابل ، وهناك فئة بارزة تطلب مواد لفكّ السحر، إذ يشير السيد عبد الله أن الفاسوخ الأبيض والأسود وكذا حجرة « الفك» و « الشب»، و خيط النيرة تأتي في مقدمة المواد الأكثر طلبا، والتي يستعملها الكثير من الناس بغية فك السحر، و خلال تواجدنا بالمحل الذي ترددنا عليه خلال الأسبوع عدة مرات و الوقوف به لبضعة دقائق كل مرة ،لاحظنا دخول عدد من الزبائن بين الفينة و الفينة من فئة النساء و الرجال بمختلف الأعمار، منهم من يشتري مواد مختلفة يطلب من البائع كيلها و يسدد ثمنها ، ثم يغادر مباشرة ، فيما أن هناك فئة أخرى تسأل عن مواد معينة بأصوات منخفضة يحملون ما طلبوه بخفية ثم يغادرون المحل، و منهم من ينتظر إلى غاية مغادرة الزبائن الموجودين في المكان، و من ثمّ يطلبون حاجتهم و يغادرون ، أكد لنا البائع عبد الله أن الكثير من الرجال و النساء يطلبون منه مواد لفك السحر، مع الإشارة إلى أنهم يحاولون إبطال ما أصابهم من سحر بها بعد أن راودتهم شكوك تجاه بعض الأقارب أو الأصدقاء و حتى الجيران ، وهناك من يشك في أشخاص محددين . يقول عمي عبد الله أن هناك من فتحت باب منزلها لتجد قطرات ماء، وبالتالي تشك مباشرة في أنه سحر قامت برشه امرأة كانت على خلاف معها ، كما أن هناك من النساء من تلجأ إلى المشعوذات و الرقاة المزيفين المتاجرين بالدين من أجل فك السحر، بعد أن طلبت منها جارتها أن تعيرها خمارها لحضور حفل زفاف، يقول أيضا : « بناء على تجربتي و ما لاحظته خلال السنوات الأخيرة، فإن معظم الأشخاص الذين يصرفون أموالا من أجل فك السحر لم تكن لديهم حججا و بيَنات، و إنما كان الوسواس هو الدافع الوحيد خلف ظنونهم التي دفعتهم نحو متاهات قد زجت بالبعض منهم في دوامة البحث عن مخرج لفك ما أصابهم من سحر على حد زعمهم ما أخذ من أعمارهم سنوات طويلة ضاعت بدل الالتفات لصناعة مستقبلهم».