انتشرت مؤخرا في معظم أحياء العاصمة خاصة الشعبية منها محلات الأكل السريع ولكنها خصصت للنساء فقط حيث لفت انتباهنا محل الأكل السريع المتواجد بالقرب من مدخل سوق ميلودي مولود بباش جراح، والذي كان مكتظا عن آخره، والمحظوظات من الزبائن لم يجدن حتى مكانا للوقوف، وهو الأمر الذي يدّل على أن المحل يعرف إقبالا واسعا، من فئة النساء، وطيلة ساعات النهار كذلك، فالسعاة كانت تشارف الرابعة مساء عندما مررنا به، فكيف ستكون حاله في ساعات الإفطار او في المساء. لم يكن اختيار الموقع من طرف صاحب المحل اعتباطيا، بل كان ذكيا عندما اختار لأنه يقع بالقرب من السوق وهي مقصد المئات من النسوة يوميا لكنه دون شك لم يتوقع أن يكون الإقبال بهذا الحجم الكبير، فحاولنا معرفة سر هذا الإقبال، هل يكمن في نوعية المأكولات التي يقدِّمها لزبائنه، أو في الأسعار، او فقط لأنه مخصص للنساء، وان الزبونات يشعرن بالراحة وهن فيه، او ربما المثلجات التي كان يبيعها، فمعظم من كن متواجدات بالمكان كن يحملن في أيدهن المثلجات بالرغم من أننا لا نزال في فصل الشتاء. قالت لنا سلوى، وهي إحدى زبونات المحل التي اعتادت زيارته، قالت أنها ترتاح وهي تدخل المحل لأن باقي المحلات لا تجد راحتها وهي تدخلها، بل لا تدخلها أصلا، لأنها لا تحب الاختلاط مع الرجال، وهو الأمر الذي جعلها تأتي بشكل مستمر إلى هنا، وأنها تعمل بالقرب من المحل، وقبل ذلك كانت تكتفي بشراء بعض الجبن من بائع المواد الغذائية لتناولها سلعة الإفطار، ولكنها صارت تجرؤ على دخول محل بيع المأكولات الخفيفة لأنّ كل زبوناته نساء، وهي فكرة جميلة، تقول سلوى، ولابد أن تعمم، او على الأقل تخصص محلات أخرى للنساء، خاصة وان الزبونات كثيرات، فالمرأة صارت اليوم تقاسم الرجل العمل وكل شيء تقريبا، ولهذا فلا خوف من أن لا تلقى تجارته رواجا، والدليل هنا، محل يستقبل مئات الزبائن يوميا، وكلهن نساء. مواطنة أخرى قاسمت زميلتها الرأي، وقالت إنّ المبادرة أعجبتها، فمثلما توجد محلاتٌ خاصة بالعائلات، لمَ لا تكون هناك محلات خاصة بالنساء، ولم لا بالرجال، وكل شخص يتجه إلى المحل الذي يناسبه، والذي يلقى راحته فيه؟ واذا كانت هذه المبادرة لم تعمم بعد، فان محال كثيرة صارت ترتادها النساء بشكل كبير، بل إن بعض المحال احتكرتها النسوة، وصار الداخل إليها يتردد، وهو يرى العدد الهائل من النسوة، مثلما حدث مع توفيق، الشاب صاحب محل لبيع المأكولات الخفيفة بسانتوجان، والذي يقع محله بالقرب من مصنع للخياطة، عمل فيه عشرات النسوة، وما إن تقترب ساعة الإفطار حتى يكتظ محله بهن، ويقول لنا توفيق أن بعض أصدقائه عندما يزورونه يطلبونه منه أن يحوله إلى محل خاص بالنساء.