بهدوء، بسلاسة وبحكمة خاصة تسير الجزائر اليوم إلى انتقال تاريخي أهم من انتقالها الأخير قبل 30 سنة من النموذج الاشتراكي الممنهج إلى عهد التعددية الحزبية ذات أكتوبر من سنة 1988.. ولّى زمن «الديكتا» والإملاءات الفوقية فوق إرادة الشعب وسقطت كل الممارسات البالية التي احترفت ردحا من الزمن أساليب التأليب والفتنة والاحتواء والإلتواء على أية هبة حرة حاولها أبناء وبنات هذا الوطن من لدن أجيال كابدت بصمت وتألمت... لأول مرة في تاريخ الجزائر المستقلة لا شغب ولا صخب ولا تخريب لا كسر ولا حريق، لا حجارة ولا تجريح فقط جزائر تنزل إلى الشارع ليس «شغب صبيان» هذه المرة بل كدر شعب بأكمله ونهضة جيل لم تعد تنطلي عليه الأكاذيب والألاعيب... الانتقال الأكبر هذه «الخطرة» هو شعب وجيش على مدار واحد.. لا منع ولا قمع ثورة عارمة هادئة هادفة لا تمل ولا تكل جمعة بجمعة تقارع وتنتظر وتعرف كيف تنتظر.. لا مجال للشّك لا مكان للمناورات لا شيء يعكر الحراك... الحكمة انتصرت والجزائر ظفرت بحق المرور بلا كسور واجتازت مرحلة مفصلية في تاريخها تجربة متفردة ونموذج مميز شعب أخيرا يتحرك وجيش يبارك بل ويشارك في كتابة هذه اللحظات التاريخية.. سليل حقا لجيش التحرير الوطني..