هل ستنتهي القصة بنهاية الباءات المدانة والواردة اسماؤها بالكامل في"قرار الاحالة" الصادر عن الحراك ؟ هل سيؤول الفساد ويزول ويدحر و يقهر بزوال عصابة الفساد و سقوط احد رؤوس "الباترونا" (أحد رموزها فقط) بتهمة تحتمل قرينة البراءة ؟ هل هي القطيعة - (ما أكبر هذا اللفظ) مع سنوات لا وجه لها لا اسم لها لا حدود لها غير وجوه تحت علامة (X اكس) ظهر منها ما ظهر وبطن واندس من اندس وذاب في الزحمة ؟ هذه عينة فقط من التساؤلات بعلامات استفهام يمينا ويسارا أمام هذا الواقع الراهن المثقل بتركة تعجز عن التهامها النار الهادئة الباردة السالمة والسلمية شوارع وساحات الجزائر اليوم... والواقع أن مثل هذه الاستفهامات ما كان لها ان تطرح اليوم لو كان الأمر يتعلق فقط بعصابة وأربع باءات فقط ... لأن الامر مثلما تشير له كل المعطيات السياسية والاقتصادية على الأقل هو أكبر بكثير وأخطر بكثير وأعقد بكثير من ذلك . ليست بالتأكيد مجرد عصابة بل امبراطورية تضرب في الأرض منذ سنين بهذا البلد تلّه وصحرائه بشعارات تنّوم بيد وبالأخرى تنهب ما دست هذه الارض وما أخرجت... امبراطورية بشكل هرم فرعوني يكل العجائب والغرائب تحولت بقوة الحراك اليوم إلى بيت عنكبوت يتلاشى بنسمة ربيع منعشة ومال مباح بنظام منظم يدور ويحوّل بآلاف الملايير "بلا شبهة" ولا "شبهات" طبعا لأن " الكلّ تمام" على بيانات القروض المدموغة بأختام البنوك... ليست بالتأكيد مجرد باءات أربعة بل قل أضعاف و اضعاف الحروف الابجدية ال 28 من ألفها الى يائها وزد على ذلك أشبه بكريات الدم البيضاء والحمراء وبخلايا تنقسم وتتوحد تعتاش وتحيا على سيروم الذهب أسوده وأصفره ... ليست قطيعة بالتأكيد فقد عرفت حروف "العلة" كل هذه القوارض وكل هذه الحشرات وكل هذه الزواحف كيف تتخفى وتتموه وتتفادى الظهور .. هي الآن في بيات قسري تترجى في نفسها المهزومة المهزوزة مرور العاصفة... ثم... فإن الأهم والأنبل والأشرف من هؤلاء وأولائك أن ثمة وهنا بل وهناك في المهجر أمة تصرخ شعبا وجيشا بنهاية عهد وبنهاية نظام للمتابعة.