الحراك الشعبي هو هبّة مباركة ، وانتفاضة من فياض روحانية هذا الشعب .. تقوده الأفئدة وتحركه الكرامة وتوحده الوطنية . فنحن بكل رومانسية هذا العالم وبرغم الطغاة والطامعين والعملاء والخونة والسّماسرة في دمنا .. نعشق الجزائر ونفرش لها أجسادنا و أرواحنا بكل الود والمحبة والامتنان ... لتخطو فوقها صوب أعراسها القادمة، كجمهورية جديدة. . وما شدًني في جُمعات الحب المتواصلة ، ضحكة طفلة تعيش وطناً .. تغرده حناجر الملايين .. بصوت واحد في وقت واحد بعد صلاة كل جمعة ، وتعشق رفرفة العلم .. كلما فوق رؤوسهم .. علا وارتفعَ ، تعشق التآخي بين كل أطياف الشعب والعسكر ، وترى في بزّات رجال الأمن ومكافحة الشغب زرقة آخّاذة .. كزرقة الماء والسماء ، وتسحرها هيئة شيخ يهب قوارير الماء لأفواه العطشى .. الصارخة ألماً لأوجاع وطن ، وهذه تهدي قطوف الورد وهذا يوزع حبات الرطب ، والكل يغني أناشيد الوطن . ولكنها لا تكتفي ... فهي تريد حراك بحجم الوطن ، مطالبه قيم ضاعت، إسلام تعرينا من سواتره وإنسانية تبكي فقدها فينا. تريد حراكً ، إذا مرَّ بحي غرس فسائل صغيرة ، يسقيها في جمُعاته المتواصلة ، يلون الأرصفة وينظف الشوارع لا يتركها عبئاً على متطوعين أنهكهم تعب الجمع خلفه ، إذا اجتمع في ساحة مجد ، رسم جداريات التغيير وصنع في براحاتها .. صروحه وانجازاته . حراك إذا مرَّ .. غيَّر وإذا حلّ .. حرّر .