مالحة فريدة من نوعها كتب الحراك الشعبي مشاهدها وأخرجها في الشوارع والساحات مصالحة لم تقص أحدا من الجزائريين والجزائريات مصالحة جسدت للمرة تلو الأخرى تعلق الشباب بماضيه ورموزه التي كانت وقودا للحراك الذي بدأ ذات ليلة من الفاتح نوفمبر المجيد.. الشهداء أصبحوا يعودون في كل أسبوع من جمعاته المعدودة عدا وبشرا ومشيا ولافتات صور لبن مهيدي والحواس وزبانا وبن بولعيد والقائمة طويلة وطويلة من الشهداء والشهيدات الذين كانوا هم أيضا شبابا تحت نظام استعماري جائر. الشعب اثبت كذلك أن وطنه للجميع طالما شهداؤه للكل وكتب ملاحم من السلمية براياتها الوطنية المجسّدة للوحدة والتالف والتضامن في كل ما يشغل بال الأمة الجزائرية حاضرا ومستقبلا.. وان ارتبطت الرموز الخالدة للبلاد بالساحات الكبرى فان رفعها فوق الأكتاف وعلى الرؤوس يدل على أن وعي الحراك عميق في جزائريته صنعا ومجدا طالما أن الأرض التي تحررت برموزها وهم الملايين قادرة على أن توطد اللحمة.. من تحرير للأجساد إلى تنوير للأفكار وتظل فتستفيق من معركة السلاح ضد الاستدمار إلى حضارية طرح المشاريع السياسية القادرة على انتشال البلاد من حالها إلى مآلها.. وذلك فصل أخر مميز من التصالح لأجل الجزائر وفقط.