رغم مرور أسبوعين كاملين على الدخول المدرسي لا تزال رحلة البحث عن الكتاب المدرسي لمختلف الأطوار التعليمية لاسيما الثانوي بعد نفاذ النسخ الأخيرة بديوان المطبوعات المدرسية أمس تشكل مشقة كبيرة للأولياء الذين أصبحوا يوميا يصنعون طوابير مصطفة منذ الصباح الباكر أمام نقطة البيع التي فتحت بمقر ديوان المطبوعات والتوثيق التربوي بحي " لا غلاسيار" وهو ما وقفنا عنده في مشهد يؤكد على أن معاناة الآباء لن تتوقف عن اقتناء ملابس الدخول أو الأدوات المدرسية ولا حتى عند مصاريف دروس الدعم للرفع من مستوى أبنائهم بل أنهم يسرقون من أوقات عملهم للوقوف في طوابير غير منتهية من اجل شراء الكتب الانتظار طويلا أمام ديوان المطبوعات لاقتناء الكتب وهناك من يدفع تكاليف جميع الأطوار بعدد أطفاله المتمدرسين وحسب ما صرح به هؤلاء فأنهم مضطرون للانتظار لساعات طويلة من أجل إقتناء الكتب من الديوان بالسعر الذي يباع به داخل المؤسسات على الرغم من أن معظمها لا سيما المتوسطات حسب ما علمناه من تصريحات الأولياء لم توزع الكتب سوى المجانية للفئة المعوزة التي تستفيد من منحة 3الاف دج في حين ينتظر العديد من التلاميذ غير معنيين بهذه المنحة منذ أسبوعين الحصول على الكتب داخل الأقسام ودفع ثمنها لتجنب شراءها بأسعار مضاعفة في نقاط البيع الموازية أو بالمكتبات أين يستغل أصحابها الأزمة لإعادة بيعها بأثمان لا تقدر عليها العائلات الزوالية خصوصا إذا كان عدد أبنائهما يفوق ثلاثة أو أربع متمدرسين فعوض أن يدفع ثمن 2500او3600دج في مجموع سعر كتب طور تعليمي واحد كالابتدائي مثلا يشتري من الديوان بعد جهد جهيد بحوالي 2200أو 2800دج حسب كل الطور أو ينتظر الإفراج عن الحصص المخزنة في المؤسسات لأسباب غير معروفة مادام أن مدير التربية صرح لنا أن عملية توزيع الكتب من طرف ديوان المطبوعات المدرسية على المؤسسات التربوية حسب الكوطات تمت مند أشهر بينما تستغلها بعض الأطراف للبزنسة بالأسواق و نقاط البيع الموازية مدير التربية يفتح علامة استفهام حول من يتعامل مع بائعي الكتب خارج المدارس ومن يٌمونهم السؤال المطروح لماذا يتأخر المدراء في تسليمها على التلاميذ مادام أن الحصص محسومة وموجهة حسب عدد التلاميذ في قسم الواحد وحسب احتياجات كل مؤسسة التي يقدرها المقتصد بدليل أن المسؤول الأول على القطاع فتح علامة استفهام كبيرة حول من يتعامل مع بائعي الكتب خارج المدارس ومن يمون هؤلاء بالكميات المتوفرة في السوق وجاء ذلك في تصريح خص به جريدة الجمهورية أول أمس في إطار بحثنا عن مصدر تموين المكتبات ونقاط البيع الموازية بالكتب المدرسية التي من المفروض أن تباع من طرف فروع ديوان المطبوعات المدرسية ومن تم إلى المؤسسات التربوية والغريب في الأمر أن الكتب التي استبدلت في الطورين الابتدائي و المتوسط ويتعلق الأمر بكتب السنة الرابعة متوسط والخامسة ابتدائي غير متوفرة بالشكل المطلوب رغم الاحتفاظ بمنهج الجيل الثاني في التعليم التربوي في حين سجلت أيضا ندرة في الكتب القديمة للطور الثانوي والأنشطة بالنسبة للطور الابتدائي . هذه الأخيرة التي طرحت إشكالا آخرا في العديد من المدارس بخصوص طريقة توزيعها حسب المنشور الذي يخول مجانية كتب الأنشطة لفائدة المعوزين وأبناء عمال القطاع والتي لم تطبق في بعض المؤسسات المتواجدة في كل من دوائر وهران الشرقية على غرار قديل , بطيوة وأرزيو وبالأخص بشرق الولاية التي لم تعمل بتطبيق منشور مجانية الكتاب للفئة المذكورة بينما التزمت مؤسسات أخرى بوسط المدينة بتنفيذها وقد أرجع مدير التربية السبب إلى العجز الذي تعاني منه لجان التضامن ببعض المؤسسات مما يتطلب إلزام العائلات المعوزة من دفع تكاليف شراء الكتاب كما طرح الأمين العام لعمال قطاع التربية والتكوين بوهران محرز حمودة أزمة عدم توفر كتب السنة الخامسة ابتدائي بالمؤسسات التربوية حيث لم يجد الآباء بديلا لشراء الكتب التي تم تغييرها ماعدا كتاب الجغرافيا مؤكدا في تصريح للجمهورية أنه عندما يتوجهون للمسؤولين على القطاع يؤكدون توفرها بينما الواقع لا يعكس ذلك على اعتبار أن العدد من المتوسطات تشتكي من هذا الجانب ونفس المشكل طرح بابتدائيات بلقايد أين اشتكى الأولياء من نقص في كتب السنة الثانية ابتدائي على غرار ما كشفته والدة تلميذ بمدرسة الابتدائية الجديدة" أ« ببلقايد التي طلبت منها المديرة ان تبحث عن كتب السنة الثانية لشرائها من خارج المؤسسة وحسب ولي تلميذ فان سعر كتاب الجغرافيا في الابتدائي تجاوز ال450دج بالمكتبات على الرغم من أن ثمنه الحقيقي لا يتجاوز ال230دج بالمؤسسة الأخرى وهو ما حدث أيضا بمتوسطة التهذيب المعروفة ب« تريبولي" وبن شنب بوسط المدينة وهو ما دفع بهده الأسر الاستنجاذ بنقطة البيع المتواجد بمقر ديوان المطبوعات المدرسية لوهران وسط أين صادفنا العشرات منهم يترقبون دورهم وحسب مدير المركز السيد جمال بن صديق فإن أزمة الكتب تجاوزت صلاحياتهم مادام أن المخزون من العناوين متوفر وبالنسبة للديوان ليست هناك نذرة وكلما يتم تسجيل النقص تتدعم المخازن بالكوطات حسب الاحتياجات رغم أنه كشف أن عملية توزيع الكتب بالمؤسسات التربوية منها 84 متوسطة التابعة لها 258 ابتدائية و63 ثانوية تحسبا للموسم الدراسي الحالي تمت منذ شهر فيفري المنصرم على ثلاث مراحل فكانت الأولى ابتداء من 21 فيفري والى غاية شهر أفريل بتوزيع الكتب القديمة والمرحلة الثانية مست العناوين الجديدة في شهر جويلية الماضي وانطلقت في ال26 من أوت المنصرم والى غاية 12 سبتمبر عملية توزيع العناوين التي لم تستبدل ويتعلق الأمر بمادتي التاريخ والجغرافيا في الطورين المتوسط والابتدائي مؤكدا أن الفترة الحالية مخصصة لتوزيع الكتب الإضافية في حالة ما إذا تطلب الأمر تدعيم المؤسسات حسب الوضعية 200نسخة تباع يوميا للأولياء بالديوان مشيرا أن المركز استلم نهاية أوت 942 ألف و390 نسخة إضافة إلى المخزون الذي قدر ب 617الف 134 كتاب ليصل المجموع إلى مليون و 610 الآلاف و524 كتاب وهو ما يؤكد الاكتفاء بنسبة 111بالمائة وعليه من الواضح أن أزمة الكتاب بالمدارس في مختلف الأطوار مفتعلة ويتحمل مسؤوليتها المدراء والمقتصدين وأن ما يحدث يستدعي التحقيق من طرف المصالح المعنية لمحاسبة المتسببين في هذه الأزمة مع العلم أن ديوان المطبوعات المدرسية الذي تتم محاسبته كمؤسسة خذماتية مع بداية الموسم و كمؤسسة اقتصادية تجارية في نهايته يشترط على المدراء اتباث الوضعية واسترجاع مخزون الكتاب القديم لفوترته رغم أن أغلبيتهم لا يردون المتبقي منه مع العلم أن الديوان يبيع يوميا 200 نسخة للأولياء