يحتضن قصر الحاج أحمد باي بقسنطنية، معرضا حول عادات وتقاليد مدينة سيرتا، وذلك بهدف الحفاظ على الموروث الثقافي المادي واللامادي لهذه المدينة التاريخية،وعلى تاريخ الحضارات العريقة التي مرت بها على غرار الدولة العثمانية. ويُعدّ المعرض فضاء مفتوح للتّعريف بعادات أهل المدينة اليومية المتوارثة أبا عن جدّ، عبر قعدات تراثية تجسد الحياة اليومية لسكان مدينة قسنطينة أشهرها قعدة « قهوة العصر « التي تتوسطها صينية «طمينة اللوز و ماء الزهر المقطر ، إضافة إلى عادة أهل المدنية خلال فصل الربيع ، و التي تسمى ب«التقطار» أو عادة تقطير ماء الورد والزهر ، التي تقوم فيها ربة البيت باستخلاص ماء الزهر و الورد باستخدام القطار المصنوع من النحاس في عملية تتواصل على مدار يوم كامل، تكون نتيجته العديد من القارورات الزجاجية المملوءة بهذه المياه، والتي تستخدم في مختلف الحلويات و الأطباق التقليدية على مدار سنة كاملة، ويشهد يوم « التقطار « الكثير من الطقوس التقليدية مثل غسل أفرشة المنزل بالماء المستخدم في عملية التقطير حتى تتعطر برائحة الورد الجميلة وكذا طهي حلوى الطمينة الخاصة بهذا اليوم، كما يتيح المعرض الوقوف عند قعدة «الفتيل» أو ما يعرف بتحضير الكسكسي التي تستخدم فيه النسوة العديد من الأدوات، بالإضافة إلى قعدة طحن القمح لاستغلاله في شهر رمضان، فضلا عن تخصيص فضاء للحمام والأدوات الخاصة به على غرار استخدام المحبس النحاسي والطاسة وفوطة الحمام وغيرها من الأدوات.