عمد المتحف العمومي الوطني للفنون والتعابير الثقافية التقليدية قصر الحاج أحمد باي بقسنطينة إلى تنظيم تظاهرة تخص عادات أهل المدينة اليومية المتوارثة أبا عن جد، حيث تم تخصيص إحدى قاعات المتحف لاحتضان هذه القعدات الشعبية منها " قعدة قهوة العصر" التي تعرف تجمّع النسوة حول صينية القهوة والحلويات التقليدية ، ويبدأن في تجاذب أطراف الحديث في أجواء رائعة، إلى جانب قعدة أخرى تشتهر بها المدينة عند حلول فصل الربيع ، وهي عادة تقطير ماء الورد والزهر التي لا تزال قائمة في الكثير من البيوت القسنطينيّة لحد الساعة، فصينية القهوة القسنطينية، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تخلو من مرش ماء الورد أو ماء الزهر المقطر في البيوت، كما أنه سر النكهة المميزة لحلوياتها التقليدية الشهيرة، كالبقلاوة والصامصة وطمينة اللوز و غيرها، إضافة إلى قعدات " طحن القمح" لاستغلاله خلال شهر رمضان الكريم وتقطيع " التّريدة " و"فتيل النعمة" أو "الكسكسي"، مع عرض أهم الأدوات التي تستخدمها المرأة القسنطينية في مطبخها. هذا وتعرف تظاهرة " القعدات القسنطينية " عرض أدوات الحمام التقليدي كالمحبس النحاسي و" الطاسة" و"الفوطة "، فضلا عن عرض نموذج مصغر عن " دار دايخة " ابنة أحمد باي، هذه الدّار الأسطورية ذات القيمة التاريخية الكبيرة المعروفة بطرازها المعماري المميز ، وهي مكونة من باحة وغرف واسعة و فضاءات مصممة و مرتبة بذوق و مهارة تشهد على حقبة تاريخية ذهبية .