رحل المرحوم الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني ، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، تاركا وراءه مسارا طويلا وحافلا بمحطات مهمة، بصمت حياة الرجل في مفاصل الدولة، ومن أشد الملتزمين بالمهام الدستورية للمؤسسة العسكرية، التي ظل متشبثا بها إلى آخر نفس ، قبل أن يغادر الحياة إلى الأبد، بعد أيام قليلة من تقلده وسام الاستحقاق الوطني بدرجة صدر، من قبل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. ولد ابن الأوراس الأشم ، الراحل أحمد قايد صالح بتاريخ 13 يناير سنة 1940 في باتنة، تشبع منذ شبابه بروح الحركة الوطنية، التي انضم إلى صفوفها و سنه لم يتجاوز السابعة عشرة سنة ، كمناضل عرف بكفاحه المستميت في ثورة التحرير الوطني، وهو ما مكنه من تدرج سلم القيادة، حيث عين قائدا لكتيبة فيالق 21 و29 و39 التابعة لجيش التحرير الوطني، وتواصل مساره غداة الاستقلال، حيث أجرى دورة تكوينية بالجزائر لمدة سنتين، وأخرى بالاتحاد السوفييتي سابقا لمدة سنتين، ما بين 1969 و1971، حائزا على شهادة من أكاديمية فيستريل، كما شارك في حرب الشرق الأوسط بمصر سنة 1968. تقلد المرحوم أحمد قايد صالح مناصب عليا في البلاد، على مدار عقود من الزمن، حيث كان قائدا لكتيبة مدفعية، وقائدا للواء، وقائدا للقطاع العملياتي الأوسط بالناحية العسكرية الثالثة، ثم قائدا لمدرسة تكوين ضباط الاحتياط بالناحية العسكرية الأولى، فقائدا للقطاع العملياتي الجنوبي لتندوف ، ثم نائبا لقائد الناحية العسكرية الخامسة ، فقائدا للناحية العسكرية الثالثة ثم الثانية... وقد تمت ترقية الراحل إلى رتبة لواء في 5 جويلية 1993، كما عيّن قائدا للقوات البرية سنة 1994، وفي 3 أوت 2004، عيّن المرحوم أحمد قايد صالح، رئيسا لأركان الجيش الوطني الشعبي، ليتقلد بعدها رتبة فريق في 5 جويلية 2006، كما تم تعيينه نائبا لوزير الدفاع الوطني، رئيسا لأركان الجيش الوطني الشعبي في 11 سبتمبر سنة 2013، وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى غاية رحيله أمس. حاز المرحوم الفريق قايد صالح على وسام جيش التحرير الوطني، وكذا وسام الجيش الوطني الشعبي من الشارة الثالثة، ثم وسام مشاركة الجيش الوطني الشعبي في حروب الشرق الأوسط 1967 و1973، وكذا وسام الشجاعة و وسام الاستحقاق العسكري ووسام الشرف، المرحوم كان متزوجا وأبا لسبعة أبناء، وقد عرف عنه الصرامة والشخصية القوية، وعسكري صلب حتى النخاع، كرس كل حياته في الجيش الوطني الشعبي.