يرى أستاذ علم الاجتماع بجامعة وهران د. عمار يزلي أن دخول العالم الافتراضي ووسائل التواصل الاجتماعي وتحول الإنترنت عبر الهواتف الذكية إلى محطات ، تبث حتى على المباشر، في الحين والساعة، جعل من الإعلام ينتقل من دائرة التخصص الوظيفي إلى دائرة الممارسة اليومية. هكذا، نجد أن تبادل المعلومة مهما كانت طبيعتها-صادقة أم كاذبة أم غير دقيقة-، بعدما كانت تنتقل عن طريق ال"Buzz".الشفهي ضمن فضاء محدد، صارت المعلومة مهما كانت طبيعتها وشكلها وحاملها: صورة، نصا، فيديو، تسجيلا صوتيا، ينتقل مسجلا، مكتوبا أو مصورا أو مسجلا عبر فضاء غير محدد في ظرف قياسي، ما كان ليصل إليه في أوقات التواصل الشفهي البسيط. هذه التقنيات الاتصالية وهذه التطبيقات والأدوات، جعلت من الإشاعة التي كانت تنتج في دوائر مغلقة وتنشر عن طريق الBuzz.. الشفهي، -صارت- تنافس المعلومة الحقيقية المهنية الحرفية، التي هي مهنة الصحافة المحترفة، وبالتالي، لم يعد هناك تمييز كبير بين الخبر المتداول في وسائل الاتصال هذه، وبين الإشاعة. فالإشاعة صارت تسوق على أنها خبر حقيقي، بفعل تداولها من طرف أي كان، بدون ميثاق أخلاقي، لتدوير مثل هذه الصورة أو المعلومة ، بل أن المتعامل العادي لا يكلف نفسه حتى عناء التأكد من صحة المعلومة المحمولة عبر النص أو الصورة أو الفيديو، فيوزعها على نطاق واسع عبر أصدقائه الافتراضيين، ويقومون هم بدورهم بنفس الشيء أحيانا، فتنتشر الإشاعة أو المعلومة المغلوطة على أوسع نطاق في ظرف قياسي. سرقة البيانات والأسرار هي الأخطر تطور عالم تكنولوجيا الاتصالات، وسع من دائرة التواصل، وجعل من العالم قرية صغيرة كما يقال. هذا التوسع، بقدر ما زاد في توسع التعاملات والتواصل بين الأفراد والدول الجماعات والمؤسسات المالية والخدمية، حول هذا التوسع إلى مجال التدخل والدخول غير المنضبط بل والإجرامي إلى حواسب وحسابات المتعاملين، باستعمال تقنيات التجسس الالكتروني والفيروسات المساعدة على إفساد برامج الاستخدام ولكن في كثير من الأحيان المساعدة على كشف هوية الفرد أو الجماعة أو المؤسسة والدخول إلى بنك المعلومات والبيانات الشخصية وسرقتها ثم استعمالها لأغراض مغرضة وإجرامية، سياسية كانت أم مالية أم أخلاقية. فالسرقات الرقمية في عالم الأعمال والبنوك، لم تعد وحدها هي الخطر، فهناك أخطار أكثر وهي سرقة البيانات والأسرار، أسرار الأفراد والدول وبرامج الأمن الداخلي للدولة والأسلحة وبرامج تطوير الصناعات المنية والعسكرية، خاصة الصناعات العسكرية في مجال أسلحة التدمير الشامل. ح.ق