- سنشارك في مهرجاني المسرح المتوسطي بتونس و أسفي بمراكش يعد المخرج المسرحي سعيد بوعبد الله من الأسماء المسرحية التي قدمت خلال أكثر من 3 عقود زمنية أعمالا مسرحية ذات جودة راقية، عالج عبرها مواضيع اجتماعية وواقعية تمس المرأة بالدرجة الأولى و تحررها من العقليات المتخلفة بحكم أن ارتقاءها ينعكس مباشرة على تطور و ازدهار المجتمع، وهو ما مكنه من اكتساب مكانة مرموقة وسط الأسرة الفنية للمسرح الجزائري، ومن أجل الوقوف عند جديد تعاونيته المسرحية «ورشة الباهية « و الحديث عن تجربته المسرحية ومشاريعه المستقبلية في ظل الواقع الذي تعيشه الخشبة الجزائرية كان لنا معه هذه الحوار . @ حدثنا عن الجولة الفنية التي قمتم بها لتقديم عرضكم الجديد « الخيمة « ؟ ^ بعد العرض العام لمسرحية «الخيمة « الذي قدم في 25 سبتمبر 2019 الماضي، قمنا بجولة فنية قدمنا فيها أكثر من 12 عرضا ،سواء في مدن الغرب أو الشرق الجزائري، و منها أيضا تقديم عرضين مسرحيين بالمغرب الشقيق، و حاليا نحضر للمشاركة بهذا العمل الذي أنتجته تعاونية ورشة الباهية للمسرح والفنون لوهران في الأيام المغاربية للمسرح الملتزم المنتظر تنظيمها من 24 إلى 28 مارس المقبل بولاية قسنطينة وكذا المهرجان الجهوي للفنون الدرامية والمسرح من 5 إلى 9 أفريل القادم بولاية الوادي، وستبرمج جولة في الشرق الجزائري خلال شهر رمضان كريم إلى جانب مشاركتين دوليتين وهما مهرجان المسرح المتوسطي بتونس و مهرجان أسفي بمراكش . @ ما هي المواضيع التي تركز عليها في أعمالك ؟ ^ المرأة هو الشغل الشاغل لكل الأعمال المسرحية التي أنتجتها تعاونية ورشة الباهية، لأنه موضوع جد حساس و يخص نصف المجتمع، و نحن في عروضنا ندافع عن تحررها الفكري ،العلمي و الاقتصادي فإذا لم تكن محررة في بلدها فلا يوجد لا ديمقراطية و لا احترام متبادل في التعاملات، مع أخيها الرجل، و حتى لا يفهمني الغير خطأ فأنا لا أقصد بالتحرر الخروج عن الأخلاق و الدين، بل أخص بالدرجة الأولى الاحترام و قدرة المرأة المتحررة على بناء جيل متعلم ومفيد للمجتمع، وهذه صلب فكرة كل مسرحياتي .لكن للأسف نحن مازلنا متخلفين في هذا الأمر . ضعف التبادل المسرحي @ كيف ترى الحركة المسرحية الجزائرية الراهنة ؟ ^ تعتبر الحركة المسرحية ،جانب من جوانب الحياة، و المسرح يرافق المجتمع والجماهير في جميع الظروف، التي يعيشها البلد، والحمد لله الوضع بدأ يتحسن، وهذه علامة تبشر بالخير ستنعكس على كل المجالات منها المسرح و الثقافة خاصة أنهما من العناصر القوية في المجتمع و تتطلب جهدا أكثرا من أجل أن نكون في المستوى، كما يعتمد المسرح على فكرة أساسية وهي الممارسة وتقديم العرض، ونجاحها مرهون بعملية توزيع العروض المسرحية في إطار الجولات الفنية، التي تبقى المحرك الأول لدعم الخشبة الفنية، حيث يفتقد المسرح الجزائري لشبكة توزيع قوية، ونحن على سبيل المثال قد استثمرنا في العلاقة الإنسانية التي تلعب دورا كبيرا في المسرح ،و انطلاقا من هذا المبدأ ومن القوانين الموجودة، أنتج أعمالا مسرحية سواء كان عندنا ميزانية أو دعم أو العكس، ومن خلال عدة سنوات في الميدان،كونت شبه شبكة توزيع في الوطن رغم أنها ناقصة، إلا أني أتمنى أن قطاع الدولة يرافقنا في هذا الاتجاه الخاصة بالشبكة الوطنية للتوزيع. @ هل عندك مشروع في هذا الخصوص ؟ ^ شخصيا عندي مشروع في هذا الخصوص، لكن لا استطيع تقديمه في الوقت الحالي ،بسبب الضبابية و الفوضى التي تخيم حاليا على واقعنا ،لكن عندما تتضح الرؤية و تكون إرادة سياسية من أجل التغيير في هذا المجال، في هذا الوقت استطيع تقديم اقتراحات في هذا الباب، كما أن ضعف التبادل المسرحي كان من مسببات تراجع الركح، الذي فقد جانبه الإبداعي، وهو ما يدعونا اليوم إلى مطالبة القائمين على قطاع الثقافة بالجزائر إلى دعم التوزيع وإيجاد آليات تمكّن من توفير شبكة توزيع قوية للأعمال المسرحية، حيث تقوم التعاونيات المسرحية بنفسها بمهمة التوزيع، وهي التجربة التي اكتسبتها من خلال علاقاتي الشخصية، في وقت كان يجب أن تتوفر خلاله حلقة توزيع قوية ومنظّمة للأعمال المسرحية داخل وخارج الوطن، والمخرج الذي لا يتابع أعماله المسرحية في التوزيع ليس بمخرج. كما أعتقد أن البحبوحة المالية التي عرفتها الجزائر، والتي طالت كامل القطاعات من خلال الدعم المالي، أثرت على المسرح بشكل كبير، خاصة في مجال الإبداع الفني والمسرحي، أو ما اسميه ب « المسرح والجودة»، وأعتقد أن الجميع ضحايا بسبب توفّر المال دون توفير سوق مسرحية قوية ومبدعة، مما أثر على مهنة المسرح ، كما ألح على نقطة هامة المتمثلة في وجوب حضور لجنة مراقبة التي تقدم نسبة من الدعم و عليها أن تشاهد العرض العام للمسرحية قبل أن تقدم دعمها الكامل عوض طلب ملفات بيروقراطية لا تعكس أين ذهبت المرافقة المالية للدولة . 40 عرضا سنويا خلال الجولات الفنية @ هل هناك تحضيرات لعمل جديد بعد عرض « الخيمة « ؟ ^ أنا بصدد التحضير لمسرحية جديدة لنفس الكاتب المسرحي أحمد فارس المغربي و هذا بعد نجاح عدة أعمال مسرحية قمنا بانجازها معا منها مسرحية « أنا والمريشال»، والتي لقيت إعجاب الجمهور، وسنعلن عنها في الوقت المناسب،كما أننا في سياسيتنا عندما نقدم عمل جديد على الخشبة نوزعه لمدة سنة و نقدمه للجمهور على الأقل 40 عرضا خلال الجولات الفنية ، فيما يخص العمل الجديد «الخيمة» قد وقع لنا مشكل خاص بأبطال العمل الذي كانت لهما ارتباطات مهنية، فاضطربنا لإقامة كاستينغ من أجل تعويضهما بمثليين آخرين، و فعلا هناك وجوه جديدة سيتعرف عليها الجمهور و بنفس الجودة و الإتقان للمثلين الأولين . @ في ختام هذا اللقاء ماذا تقول لعشاق الخشبة ؟ ^ أنا إنسان يعمل ويعشق الخشبة وحاولت تجسيد تجربتي الفنية في الميدان و استطاعت ورشة الباهية حصد الكثير من الجوائز في الخارج و مثلنا الجزائر خير تمثيل لكن الشيء الذي يحز في نفسي أن كل الوفود المشاركة في المهرجانات الدولية يأتون على حساب دولهم، ونحن حتى بطاقة سفر و تأشيرة لا نحصل عليها مثل الفرق الرياضية ونذهب على حسابنا الخاص، ونتمنى مستقبلا أن ترافق الدولة التعاونيات والفرق التي شرفت الجزائر في المحافل الدولية .