في حوار جمعه ب “الجزائر نيوز"، تحدث المخرج سعيد بوعبد الله، عن تجربته المسرحية وتأسيسه ل “تعاونية ورشة الباهية للمسرح والفنون وهران"، وعن مسرحيته “ميطامورفوز" التي عرضت مؤخرا، بسيدي بلعباس. تعتبرون أحد المسرحيين الذين خاضوا تجربة التعاونيات المسرحية بالجزائر، حدثنا عن هذه التجربة؟ كنت مديرا للمسرح الجهوي لوهران، وخرجت إلى التقاعد، هذا طبعا إداريا، لأن المسرح حب حياتي ولا يمكنني التخلي عنه وقضيت فيه معظم سنوات حياتي -أكثر من 40 سنة-، لهذا بعد تقاعدي قررت استثمار تجاربي المسرحية لمساعدة الشباب والمسرح، خصوصا وأنني لا أستطيع الانقطاع عن الخشبة، لذلك قررت سنة 2002 تأسيس “ورشة الباهية للمسرح والفنون"، وخلال هذه الفترة قدمت حوالي 14 مسرحية، 3 منها للأطفال. هل تواجه التعاونية صعوبات فيما يخص الدعم المادي؟ رغم أننا لا نتلقى دعما ماديا، إلا أننا لا نواجه مصاعب من هذه الناحية، المصاريف التي تغطي احتياجات الطاقم شخصية وأنا أعمل بطريقة احترافية، حيث أتناقش مع العاملين معي ونتفق على كل النقاط قبل البدء في العمل. بعد أكثر من 40 سنة في مجال المسرح، في رأيكم ما هو أهم نجاح حققتموه؟ استثمرت في العلاقات الإنسانية التي تحولت إلى صداقات قوية درت علي الخير الكثير، فكل الذين أعرفهم تربطني بهم صلة قوية وأجدهم مستعدين لتقديم المساعدة متى احتجت إليهم. ماذا لو ننتقل إلى الحديث عن مسرحيتكم الأخيرة؟ المسرحية تروي قصة الزوجين “مخلوف" و«خيرة"، اللذان أديا دورهما كل من كواكي ميمون، المدير السابق لدار الثقافة بوهران، وحسناوي فاطمة، يجسد البطلان معاناة زوجين في الحصول على مولود، ولما يتحقق حلمهما يولد الجنين ميتا، “خيرة" ترفض تقبل الأمر وتصر على أن ابنها حيا، فتبقيه في غرفة بها رطوبة وبرودة، مع مرور الوقت تنتفخ الجثة وتزداد حجما فتسبب تشققات في المنزل ويهرب سكان الحي بسبب ذلك، بعد معاناة 15 سنة، قررا الزوجان تقبل الواقع ورمي الجثة في النهر، ليقابلا عند عودتهما رضيعا صغيرا يبكي. أهم إشكالية ناقشناها، هي المجتمع وتشبثه بالماضي ونظرته نحو المستقبل، الوليد كان رمزا للتغيير، للمستقبل الجديد، بداية زمن يملؤه الأمل بغد أفضل. لماذا اخترتم هذا النص الكلاسيكي دون غيره؟ النص ل “جان يونيسكو"، وهو من أهم الكتاب الذين قرأت لهم، اقتبسه “عمر فطموش" وأعاد كتابته، حيث أدخلنا عليه الطابع الشعبي ممزوجا بالفكاهة الوهرانية، ليصبح طابع المسرحية يجمع بين “الكلاسيكي والشعبي"، عدد العروض وصل إلى العشرين، قدمنا مسرحيتنا بغرب البلاد “سيدي بلعباس، عين تموشنت، سعيدة، الجزائر العاصمة وتقريبا كل ولايات الشرق. كيف ترون علاقة شباب اليوم بالمسرح؟ الدولة توفر إمكانيات كبيرة للمسرح، لكنها لا تشجع الشباب على خوضه، يجب توظيف الإمكانيات المادية لصالحهم لأنهم المستقبل، كما أن المناطق الداخلية بحاجة إلى مدارس تكوينية مثل معهد برج الكيفان، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لا يجب على الشباب أن يغتروا في حال ما إذا حققوا نجاحا، بل يواصلوا الطريق بثبات ليجهزوا أنفسهم للمستقبل. هل من مشاريع جديدة للتعاونية؟ نحن نجهز لعرض المسرحية، قريبا، في الموقار، إضافة إلى أننا سنتعاون مع شركة سوناطراك وولاية وهران لنقوم بجولة لعرض “ميطامورفوز" في مختلف بلدياتها، كما أننا سنشارك في المهرجان الشعبي المغاربي في طبعته التاسعة والذي سيدوم من ال 30 ماي إلى غاية ال 6 جوان المقبل.