من عادتي أن أنسى أحيانا طبائعي، من عادتي أن أسبح في عالم آخر لا علاقة له بوجود جسدي.. أن أتذكر أحيانا أيام اليمامة الثلاث، التي كانت بعدا بين قلبي المحبّ و المنكسر، و بين قلبي الذي يمقت أيّ شيء له علاقة بالعواطف.. من عادتي أن أستريح استراحة محارب على شاهدة قبر مفقودة، و أنطوي على ذاتي الهجينة، فتدمع عيني قليلا؛ ثم قليلا؛ ثم تسيل متشظيّة في أفق الذكريات، في أحلامي التي لا أعتقد أنّها ستتحقّق.. أكون ذلك الملاك الذي يحمل عصا ليخطّ نور اليقين، و في كوابيسي التي طالما تتحقّق بين ليلة و أخرى ،أو على وشك صبح منفلت من أفول الشّمس، لأرى أبي ممددا في تابوته الخشبي لآخر مرة في الحياة.. من أنا يا ترى ؟ الحالم بسعادته أم المتشائم بالوجود ؟ من عادتي أن أراقص توتّر الوقت و أركض في شتات ذاتي باحثا عمّ يرضي غروري، و لكن أتذكر أني أسير ببطء نحو سعادة مؤجلة فغرد أيها النسيان تركت عاداتي و رحلت .