" صوموا تصحوا " .. بهذا الحديث الشريف اختصر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوائد الصيام ، وأهم هذه الفوائد ، هي قيام جسم الصائم في غياب عمل ونشاط الجهاز الهضمي بتنظيف عام لهذا الجهاز الذي يسهر على هذه العملية المعقدة ، وكان العالم ابن سينا يعالج مرضاه بالصيام . إلا أن هناك متاعب يشعر بها الصائم في الأيام الأولى من شهر رمضان الكريم ،خاصة في الساعات الأخيرة من نهار رمضان .ففي فَتراتِ صِيامِ شَهرِ رمضانِ، يُعانِي الجِسمُ مِن نقصانِ كمية السُكَّرِ في دَمِ الصَّائمِ ، مِمَّا يُسبِّبُ صُداعَ الرَّأسِ مَع الإِرهاقِ الشَّديدِ، بالإِضافةِ إلى الجَوِّ الحَارِ مَع نُقصِ كَميةِ المِياهِ والسَوائلِ في جِسمِ الصائمِ . فخلايَا المُخِّ تَكونُ في حاجةٍ دائِمةٍ للأكُسجين وسُكر الجْلُوكُوز. ومع نُقصانِ كَميةِ السُكرِ، التِي لم يعْتادَها الجِسمُ في الأيامِ العَاديَة ، تَكون النتيجةُ"الصُّداعُ" قبل الإِفطارِ. أمَّا عن صُداعِ ما بَعدَ الإِفطارِ فنَحنُ إلى حدٍ كبيرٍ عند الإِفطارِ لنَا يَدٌ في حُدوثِه . حيثُ أنَّ الكَثيرَ من الأَطعِمة التِي نتناوَلُها عند الإِفطارِ تَعملُ على ضخِّ كمياتٍ كبيرةٍ من الدمِ إلى الجِهازِ الهضمِي . وبناءً عَليْه تَنقُصُ كَميةُ الدمِ المُتَّجِهَةِ إلى خلايَا المُخِّ . ممَّا يُسبِّبُ الصُّداعَ مرةً أُخرى . ومِن أسبابِ الصُّداعِ في رمضانَ هو عَدمُ الانتظام في مواعيدِ النَّومِ وتَغيُّر مواعيدِ وجباتِ الطَّعامِ ونُقصِ كميةِ مادة- الكَافِيِين- كالشَّاي والقَهْوة ونَاس- كافِي . أشْياءٌ يَتناوَلُها الشَّخصُ بِسببِ الصِّيامِ على غير العَادةِ في الأيامِ الأُخرى . وعِندَ الحَديثِ عن أَسبابِ الصُّداعِ في رمضان يَبرُزُ عامِلٌ وسَببٌ مُهمٌ جِدًا يَتمثَّلُ في السَّهرِ وتَقلُّباتِ النَّومِ واضطرابات السَّاعةِ البيُولوجِية وازدياد ذلك في رمضان الكريم ، فِي نُقِص كَميةِ- النِيكوتين- فِي الدمِ لدى المُدخِّنين ، سَببٌ رَئيسِيٌ للإِصابةِ بالصُّداعِ في رمضان . الشَّدُّ العَصبِي والتَّوتُّرُ والإِجْهادُ يعتَبران مِن مُحفِّزات الإِصابَة بالصُّداع فِي رَمضان وخُصُوصًا خِلالَ النَّهَار... وتقبل الله صيام الجميع ...