تشهد أسعار الخضر و الفواكه واللحوم بأنواعها ارتفاعا جنونيا، في أولى أيام شهر رمضان الفضيل ،فرغم جائحة كورونا وما تعيشه البلاد من أوضاع عصيبة نتيجة الأزمة الصحية التي خلفها الوباء، إلا أن الأسواق والمحلات تعرف طوابيرا طويلة متناسين تدابير احترام مسافات الأمان وغياب الكمامات وخطورة عدوى انتقال فيروس كوفيد 19 الذي غزا شعوب العالم ولا يزال يفتك بعديد الأرواح بلا رحمة، إلا أنه لم يمنع المواطنين من الخروج للتسوق ،باقتناء الخضر والفواكه والتمور واللحوم وحتى الحلويات كالشامية والزلابية،ثم يعودون إلى الحجر المنزلي مرتاحي البال، ونسوا إنهم بهذه التصرفات يمكن أن ينقلوا العدوى إلى بيوتهم، فالفيروس ثابت لا يتحرك ،بل الإنسان هو الذي يحركه، وبالمقابل نجد بعض التجار الانتهازيين ،كلما حلت مناسبة، يستغلون الفرص ،ويصطادون في المياه العكرة، بالايقاع بفريستهم، فيعصفون بالمستهلك، حيث تضاعفت أثمان الجزر والبصل والتمور ،نظرا لزيادة الطلب عليها، فكان المستهلك هو السبب الرئيسي في رفع الأسعار بدون ما يشعر، حيث يتسابق على اقتناء الكثير من السلع ،خوفا من نفاذها، وهو بذلك يتحايل على نفسه،فيقع في مصيدة التاجر،الذي لن يرحمه طبعا ، فما فائدة ضبط الأسعار وتطبيق القوانين الصارمة لردع المضاربين إذا كان شريكهم هو المستهلك، الذي يساعد الفئة المضاربة في إلحاق الضرر بالمواطن البسيط الذي لا يقوى حتى على اقتناء فطور ليلة واحدة، في حين يتبختر هذا المستهلك المستهتر والأناني في الشراء بكميات كبيرة قد تكون نهايتها التبذير والإسراف والرمي بالمفرغات بلا شك ،وبذلك يعتبر الحلقة الأساسية في ردع هذه السلوكات ، وفي ظل تفشي هذه الطبائع اللاانسانية في هذا الشهر الفضيل ،وتزامنه مع ظهور وباء كورونا المستجد، يتحتم على المواطن ان يراجع حساباته ويفكر ولو قليلا بالآخرين، و ان يتقيد بالإجراءات الصارمة للوقاية وان يتوخى الحذر والحيطة لحماية العباد والبلاد من هذه الجائحة ،فربما خروجه لدقائق وسط جمع كبير قد يكلفه حياته، لا سمح الله.